القائمة الرئيسية

الصفحات

الرد على "حادثة الإفك (عائشة و حبيبها صفوان)"

بسم الله الرحمن الرحيم

الرد على "حادثة الإفك (عائشة و حبيبها صفوان)"


الرد على "حادثة الإفك (عائشة و حبيبها صفوان)"



‏حدثنا ‏ ‏أبو الربيع سليمان بن داود ‏ ‏وأفهمني بعضه ‏ ‏أحمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏فليح بن سليمان ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏عروة بن الزبير ‏ ‏وسعيد بن المسيب ‏ ‏وعلقمة بن وقاص الليثي ‏ ‏وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏ ‏زوج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حين قال لها أهل ‏ ‏الإفك ‏ ‏ما قالوا فبرأها الله منه قال ‏ ‏الزهري ‏ ‏وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم أوعى من بعض وأثبت له اقتصاصا وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏وبعض حديثهم يصدق بعضا زعموا أن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏‏كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين أزواجه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه فأقرع بيننا في غزاة غزاها فخرج سهمي فخرجت معه بعد ما أنزل الحجاب فأنا أحمل في ‏ ‏هودج ‏ ‏وأنزل فيه فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من غزوته تلك وقفل ودنونا من ‏ ‏المدينة ‏ ‏آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى ‏ ‏جاوزت ‏ ‏الجيش فلما قضيت شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا عقد لي من جزع أظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي ‏ ‏فحبسني ‏ ‏ابتغاؤه فأقبل الذين يرحلون لي فاحتملوا ‏ ‏هودجي ‏ ‏فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه وكان النساء إذ ذاك ‏ ‏خفافا ‏ ‏لم يثقلن ولم ‏ ‏يغشهن ‏ ‏اللحم وإنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم حين رفعوه ثقل ‏ ‏الهودج ‏ ‏فاحتملوه وكنت ‏ ‏جارية ‏ ‏حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش فجئت منزلهم وليس فيه أحد ‏ ‏فأممت ‏ ‏منزلي ‏ ‏الذي كنت به فظننت أنهم سيفقدونني فيرجعون إلي فبينا أنا جالسة غلبتني عيناي فنمت وكان ‏ ‏صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني ‏ ‏من وراء الجيش فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني وكان يراني قبل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين أناخ راحلته فوطئ يدها فركبتها فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا معرسين في ‏ ‏نحر الظهيرة ‏ ‏فهلك من هلك وكان الذي تولى الإفك ‏ ‏عبد الله بن أبي ابن سلول ‏ ‏فقدمنا ‏ ‏المدينة ‏ ‏فاشتكيت بها شهرا والناس يفيضون من قول أصحاب ‏ ‏الإفك ‏ ‏ويريبني في وجعي أني لا أرى من النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏اللطف الذي كنت أرى منه حين أمرض إنما يدخل فيسلم ثم يقول كيف ‏ ‏تيكم ‏ ‏لا أشعر بشيء من ذلك حتى ‏ ‏نقهت ‏ ‏فخرجت أنا ‏ ‏وأم مسطح ‏ ‏قبل ‏ ‏المناصع ‏ ‏متبرزنا لا نخرج إلا ليلا إلى ليل وذلك قبل أن نتخذ ‏ ‏الكنف ‏ ‏قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر ‏ ‏العرب ‏ ‏الأول في البرية أو في التنزه فأقبلت أنا ‏ ‏وأم مسطح بنت أبي رهم ‏ ‏نمشي فعثرت في ‏ ‏مرطها ‏ ‏فقالت تعس ‏ ‏مسطح ‏ ‏فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد ‏ ‏بدرا ‏ ‏فقالت يا ‏ ‏هنتاه ألم تسمعي ما قالوا فأخبرتني بقول أهل ‏ ‏الإفك ‏ ‏فازددت مرضا على مرضي فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فسلم فقال كيف تيكم فقلت ائذن لي إلى أبوي قالت وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأتيت أبوي فقلت لأمي ما يتحدث به الناس فقالت يا بنية هوني على نفسك الشأن فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها فقلت سبحان الله ولقد يتحدث الناس بهذا قالت فبت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت فدعا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏علي بن أبي طالب ‏ ‏وأسامة بن زيد ‏ ‏حين ‏ ‏استلبث ‏ ‏الوحي يستشيرهما في فراق أهله فأما ‏ ‏أسامة ‏ ‏فأشار عليه بالذي يعلم في نفسه من الود لهم فقال ‏ ‏أسامة ‏ ‏أهلك يا رسول الله ولا نعلم والله إلا خيرا وأما ‏ ‏علي بن أبي طالب ‏ ‏فقال يا رسول الله لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وسل ‏ ‏الجارية ‏ ‏تصدقك فدعا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بريرة ‏ ‏فقال يا ‏ ‏بريرة ‏ ‏هل رأيت فيها شيئا يريبك فقالت ‏ ‏بريرة ‏ ‏لا والذي بعثك بالحق إن رأيت منها أمرا ‏ ‏أغمصه ‏ ‏عليها قط أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن العجين فتأتي ‏ ‏الداجن ‏ ‏فتأكله فقام رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من يومه فاستعذر من ‏ ‏عبد الله بن أبي ابن سلول ‏ ‏فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من يعذرني من رجل بلغني أذاه في أهلي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا وقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي فقام ‏ ‏سعد بن معاذ ‏ ‏فقال يا رسول الله أنا والله أعذرك منه إن كان من ‏ ‏الأوس ‏ ‏ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا من ‏ ‏الخزرج ‏ ‏أمرتنا ففعلنا فيه أمرك فقام ‏ ‏سعد بن عبادة ‏ ‏وهو سيد ‏ ‏الخزرج ‏ ‏وكان قبل ذلك رجلا صالحا ولكن احتملته ‏ ‏الحمية ‏ ‏فقال كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على ذلك فقام ‏ ‏أسيد بن حضير ‏ ‏فقال كذبت لعمر الله والله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين فثار الحيان ‏ ‏الأوس ‏ ‏والخزرج ‏ ‏حتى هموا ورسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏على المنبر فنزل فخفضهم حتى سكتوا وسكت وبكيت يومي لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم فأصبح عندي أبواي وقد بكيت ليلتين ويوما حتى أظن أن البكاء ‏ ‏فالق ‏ ‏كبدي قالت فبينا هما جالسان عندي وأنا أبكي إذ استأذنت امرأة من ‏ ‏الأنصار ‏ ‏فأذنت لها فجلست تبكي معي فبينا نحن كذلك إذ دخل رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فجلس ولم يجلس عندي من يوم قيل في ما قيل قبلها وقد مكث شهرا لا يوحى إليه في شأني شيء قالت فتشهد ثم قال يا ‏ ‏عائشة ‏ ‏فإنه بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه فلما قضى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏مقالته ‏ ‏قلص ‏ ‏دمعي حتى ما أحس منه قطرة وقلت لأبي أجب عني رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال والله ما أدري ما أقول لرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقلت لأمي أجيبي عني رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فيما قال قالت والله ما أدري ما أقول لرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قالت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا من القرآن فقلت إني والله لقد علمت أنكم سمعتم ما يتحدث به الناس ووقر في أنفسكم وصدقتم به ولئن قلت لكم إني بريئة والله يعلم إني لبريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة ‏ ‏لتصدقني والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا ‏ ‏أبا يوسف ‏ ‏إذ قال فصبر جميل و الله المستعان على ما تصفون ‏ثم تحولت على فراشي وأنا أرجو أن يبرئني الله ولكن والله ما ظننت أن ينزل في شأني وحيا ولأنا أحقر في نفسي من أن يتكلم بالقرآن في أمري ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في النوم رؤيا يبرئني الله فوالله ما رام مجلسه ولا خرج أحد من أهل ‏ ‏البيت ‏ ‏حتى أنزل عليه الوحي فأخذه ما كان يأخذه من ‏ ‏البرحاء ‏ ‏حتى إنه ‏ ‏ليتحدر ‏ ‏منه مثل ‏ ‏الجمان ‏ ‏من العرق في يوم شات فلما سري عن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها أن قال لي يا ‏ ‏عائشة ‏ ‏احمدي الله فقد برأك الله فقالت لي أمي قومي إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقلت لا والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله فأنزل الله تعالى إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم ‏الآيات فلما أنزل الله هذا في براءتي قال ‏ ‏أبو بكر الصديق ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏وكان ينفق على ‏ ‏مسطح بن أثاثة ‏ ‏لقرابته منه والله لا أنفق على ‏ ‏مسطح ‏ ‏شيئا أبدا بعد ما قال ‏ ‏لعائشة ‏ ‏فأنزل الله تعالى و لا يأتل أولو الفضل منكم و السعة أن يؤتوا إلى قوله غفور رحيم ‏فقال ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى ‏ ‏مسطح ‏ ‏الذي كان يجري عليه وكان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يسأل ‏ ‏زينب بنت جحش ‏ ‏عن أمري فقال يا ‏ ‏زينب ‏ ‏ما علمت ما رأيت فقالت يا رسول الله أحمي سمعي وبصري والله ما علمت عليها إلا خيرا قالت وهي التي كانت ‏ ‏تساميني ‏ ‏فعصمها الله بالورع.

صحيح البخاري .. كتاب الشهادات .. باب تعديل النساء بعضهن بعض
.


الرواية نفسها تقطع ببراءة السيدة عائشة -رضي الله عنها- وأن الله عز وجل هو الذي برأها من فوق سبع سماوات.
.


نقاط البحث:-

أولاً: ما هي حادثة الإفك.
ثانياً: معنى الإفك لغة وإصطلاحاً.
ثالثاً: بيان سبب تسمية هذه الحادثة "بالإفك".
رابعاً: بيان من جاء بالإفك.
خامساً: الدروس المستفادة من حادثة الإفك.
سادساً: براءة السيدة عائشة بنص القرآن الكريم، وأقوال المفسرين وأهل العلم.
سابعاً: مراجع شيعية تعترف بطهارة وعفة السيدة عائشة -رضي الله عنها.
ثامناً: الشيعة تُصرِّح بأنه لا يجوز إتهام النبي في عرضه أصلاً.
تاسعاً: بيان اتهام اليهود السيدة مريم العذراء بالزنا.
.



أولاً: ما هي حادثة الإفك.


بعد أن فشل المنافقون من إحداث للفرقة ووقوع الخلاف بين المسلمين لتشتتهم، حاولوا الطعن في عرض النبي -صلى الله عليه وسلم- وقاموا بالافتراء على السيدة عائشة -رضي الله عنها، فكان الهدف الأساسي منها هو النيل من شخص النبي -صلى الله عليه وسلم وآل بيته الأطهار. وقد استغل المنافقون موقف ركوب السيدة عائشة البعير، فاستغلوا هذا الموقف وقاموا بنشر الإشاعات الباطلة حول وقوع الفاحشة بينها -رضي الله عنها- وبين الصحابي الفاضل صفوان بن المعطل السلمي -رضي الله عنه.

وكان موقف النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- أنه أعلن ثقته التامة بزوجته الطاهرة وبالصحابي الجليل، وكانت ستقوم فتنة بين الأوس والخزرج حينما أظهر الصحابي سعد بن معاذ -رضي الله عنه- استعداده لقتل من تسبب في ذلك، ولكن سعد بن عبادة -رضي الله عنه- أعلن معارضته؛ لأن عبد الله بن أبي بن سلول من قبيلته، فتدخل النبي -صلى الله عليه وسلم وقام بتهدئة الصحابة وانطفأت نار الفتنة.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو على المنبر: (يا معشر المسلمين، من يعذرني من رجل قد بَلَغَنِي أَذَاهُ فِي أَهْلِ بَيْتِي، ‌فَوَاللَّهِ ‌مَا ‌علمت ‌على أَهْلِي إِلَّا خَيْرًا، وَلَقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا مَا عَلِمْتُ عَلَيْهِ إِلَّا خَيْرًا، وَمَا كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أَهْلِي إِلَّا مَعِي).
فَقَامَ سَعْدُ بْنُ معاذ الأنصاري فقال: يارسول الله أنا أعذرك منه، إن كان من الأوس ضربت عُنُقَهُ، وَإِنْ كَانَ مِنْ إِخْوَانِنَا مِنْ الْخَزْرَجِ، أمرتنا ففعلنا أمرك.
قالت: فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، وَهُوَ سَيِّدُ الْخَزْرَجِ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلًا صَالِحًا، وَلَكِنْ احْتَمَلَتْهُ الحمية، فقال لسعد: كذبت لعمر الله، لاتقتله ولا تقدر على قتله.
فقام أسيد بن حضير، وهو ابن عم سعد، فقال لسعد بن عبادة: كذبت لعمر الله لنقتلنه، فإنك منافق تجادل عن المنافقين.
فتثاور الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ عَلَى المنبر، فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت. [صحيح البخاري].
.


ثانياً: معنى الإفك لغة وإصطلاحاً.


الإفك لغة: ‌أفَكَ، ‌كضَرَبَ ‌وعَلِمَ، إفْكاً، بالكسر والفتح والتحريك، وأُفُوكاً: كَذَبَ. [القاموس المحيط ص931].

‌أفك: الإِفْك: الْكَذِبُ. والأَفِيكةُ: كالإِفْك، ‌أَفَكَ يَأْفِك وأَفِكَ إِفْكاً وأُفُوكاً وأَفْكاً وأَفَكاً وأَفَّكَ. [لسان العرب ج10 ص390].

أما إصطلاحاً: فهو الفرية التي افتروها على السيدة عائشة الصديقة أم المؤمنين، حبيبة النبي، وزوج حبيب رب العالمين، وابنة صاحبه في الغار الصديق الأكبر -رضي الله عنهما- مع سيدنا صفوان بن المعطل السلمي الذكواني.

[الْإِفْك] : ‌كل ‌شَيْء ‌فِي ‌الْقُرْآن ‌إفْك ‌فَهُوَ ‌كذب. [الكليات معجم في المصطلحات والفروق اللغوية ص153].

والإفك: أسوأ الكذب وأقبحه، وهو مأخوذ من أفك الشيء إذا قلبه عن وجهه. فالإفك: هو ‌الحديث ‌المقلوب، ‌وقيل: ‌هو ‌البهتان. [فتح القدير للشوكاني].
.



ثالثاً: بيان سبب تسمية هذه الحادثة "بالإفك".


أجمع المسلمون على أن المراد ما أفك به على عائشة، وإنما وصف الله تعالى ذلك الكذب بكونه إفكا ‌لأن ‌المعروف ‌من ‌حال ‌عائشة خلاف ذلك. [تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير].

والإفك: أسوأ الكذب، وهو مأخوذ من أفك الشيء إذا قلبه عن وجهه، والإفك هو الحديث المقلوب عن وجهه، ومعنى القلب في هذا الحديث أن ‌عائشة ‌كانت ‌تستحق ‌الثناء بما كانت عليه من الحصانة وشرف الحسب والنسب لا القذف الذي رموها به، فالذين رموها بالسوء قلبوا الأمر عن وجهه، فهو إفك قبيح، وكذب ظاهر. [التفسير الوسيط للواحدي].
.



رابعاً: بيان من جاء بالإفك.


نزلت في عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق وحسان بن ثابت الأنصاري ومسطح بن أثاثة بن خالة أبي بكر الصديق وعباد بن عبد المطلب وحمنة بنت جحش الأسدية فيما قالوا على عائشة وصفوان بن المعطل من الفرية... {والذي تولى كبره} أشاع وأعظم المقالة فيه وهو عبد الله بن أبي {منهم له عذاب عظيم} في الدنيا بالحد وفي الآخرة بالنار. [تنوير المقباس من تفسير ابن عباس].

وجاء في تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير

أما العصبة فقيل إنها الجماعة ‌من ‌العشرة ‌إلى ‌الأربعين وكذلك العصابة واعصوصبوا اجتمعوا، وهم عبد الله بن أبي بن سلول رأس النفاق، وزيد بن رفاعة، وحسان بن ثابت، ومسطح بن أثاثة، وحمنة بنت جحش ومن ساعدهم... والأقرب في الرواية أن المراد به -أي بالذي تولى كبره- عبد الله بن أبي بن سلول فإنه كان منافقا يطلب ما يكون قدحا في الرسول عليه السلام، وغيره كان تابعا له فيما كان يأتي، وكان فيهم من لا يتهم بالنفاق.
.



خامساً: الدروس المستفادة من حادثة الإفك.


رغم أن هذه الحادثة فيها من الآلام الشديدة، إلا أنها تركت فوائد عديدة وحكم جليلة ينبغي الاستفادة منها.

1) بيان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يخرج عن كونه بشراً، فالنبوة لم تتجاوز به حدود البشرية.
2) بيان أن الوحي ليس أمراً خاضعاً لإرادة النبي، فكان من الممكن أن ينهي تلك المسألة ويعلن براءة السيدة عائشة منذ البداية، ولكن القرآن تنزيل من رب العالمين.
3) بيان تشريع القذف، وأهميته في حفظ أعراض المسلمين وصون كرامتهم.
4) بيان فضل السيدة عائشة-رضي الله عنها- وعلو شأنها، فالله عز وجل قد برأها بقرآن يُتلى إلى يوم القيامة.
5) وجوب التأكد والتيقن من صحة الأقوال قبل نشرها.
6) طاعة أمر الله وإن كانت تخالف رغبة وهوى الإنسان، والحث على الصفح والعفو عمن أساء إليك.
.


سادساً: براءة السيدة عائشة بنص القرآن الكريم، وأقوال المفسرين وأهل العلم.


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم




.


جاء في «تفسير ابن كثير - ط العلمية» (6/ 16):

«هذه العشر آيات كُلُّهَا نَزَلَتْ فِي شَأْنِ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ‌حِينَ ‌رَمَاهَا ‌أَهْلُ ‌الْإِفْكِ ‌وَالْبُهْتَانِ مِنَ الْمُنَافِقِينَ بِمَا قَالُوهُ مِنَ الْكَذِبِ البحت والفرية التي غار الله عز وجل لَهَا وَلِنَبِيِّهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ الله تعالى براءتها صيانة لعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ».
.

وجاء في «تفسير البيضاوي = أنوار التنزيل وأسرار التأويل» (4/ 100):

«إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ بأبلغ ما يكون من الكذب، من الإِفك، وهو الصرف ‌لأنه ‌قول ‌مأفوك ‌عن ‌وجهه، والمراد ما أفك به على عائشة رضي الله تعالى عنها. وذلك أنه عليه الصلاة والسلام استصحبها في بعض الغزوات فأذن ليلة في القفول بالرحيل، فمشت لقضاء حاجة ثم عادت إلى الرحل فلمست صدرها فإذا عقد من جرع ظفار قد انقطع، فرجعت لتلتمسه فظن الذي كان يرحلها أنها دخلت الهودج فرحله على مطيتها وسار، فلما عادت إلى منزلها لم تجد ثمة أحداً فجلست كي يرجع إليها منشد، وكان صفوان بن المعطل السلمي رضي الله عنه قد عرس وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلها فعرفها فأناخ راحلته فركبتها فقادها حتى أتيا الجيش فاتهمت به».
.


وجاء في «شرح النووي على مسلم» (17/ 112):

«‌مَعْنَاهُ ‌قَالَتْ ‌لَهَا ‌أُمُّهَا قُومِي فَاحْمَدِيهِ وَقَبِّلِي رَأْسَهُ وَاشْكُرِيهِ لِنِعْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى الَّتِي بَشَّرَكِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ مَا قَالَتْ إِدْلَالًا عَلَيْهِ وَعَتْبًا لِكَوْنِهِمْ شَكُّوا فِي حَالِهَا مَعَ عِلْمِهِمْ بِحُسْنِ طَرَائِقِهَا وَجَمِيلِ أَحْوَالِهَا وَارْتِفَاعِهَا عَنْ هَذَا الْبَاطِلِ الَّذِي افْتَرَاهُ قَوْمٌ ظَالِمُونَ وَلَا حُجَّةَ لَهُ وَلَا شُبْهَةَ فِيهِ قَالَتْ وَإِنَّمَا أَحْمَدُ رَبِّي سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الَّذِي أَنْزَلَ بَرَاءَتِي وأنعم على بما لَمْ أَكُنْ أَتَوَقَّعُهُ كَمَا قَالَتْ وَلَشَأْنِي كَانَ أَحْقَرَ فِي نَفْسِي مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ تَعَالَى فِيَّ بِأَمْرٍ يُتْلَى».


«شرح النووي على مسلم» (17/ 116-118):

«وَاعْلَمْ أَنَّ فِي حَدِيثِ الْإِفْكِ فَوَائِدَ كَثِيرَةً..... بَرَاءَةُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مِنَ الْإِفْكِ وَهِيَ بَرَاءَةٌ قَطْعِيَّةٌ بِنَصِّ الْقُرْآنِ الْعَزِيزِ فَلَوْ تَشَكَّكَ فِيهَا إِنْسَانٌ وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ صَارَ كَافِرًا مُرْتَدًّا بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ قال بن عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ لَمْ تَزْنِ امْرَأَةُ نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَهَذَا إِكْرَامٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لهم».
.


وجاء في «فتح المنعم شرح صحيح مسلم» (10/ 361):

«(قد عرس من وراء الجيش فادلج فأصبح عند منزلي) ‌التعريس ‌النزول ‌آخر ‌الليل في السفر لنوم أو استراحة وقيل هو النزول في أي وقت كان و"ادلج" بتشديد الدال أي سار آخر الليل».
.


بل وفي هذه الرواية ما يُبين عظمة ورحمة الإسلام، فمع خوض (مسطح بن أثاثة) في عرض السيدة عائشة، وهو قريب سيدنا أبو بكر -رضي الله عنه- إلا أن الله -عز وجل- أنزل عليه قرآنا يحثه على الصفح والغفران.


جاء في «صحيح البخاري» (4/ 1521 ت البغا):

«فقالت لي أمي: قومي إليه، فقلت: والله لا أقوم إليه، فإني لا أحمد إلا الله عز وجل، قالت: وأنزل الله تعالى: {إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم}. العشر الآيات، ثم أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي، قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ ‌لِقَرَابَتِهِ ‌منه ‌وفقره: وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا، بعد الذي قال لعائشة ما قال. فأنزل الله: {ولا يأتل أولوا الفضل منكم - إلى قوله - غفور رحيم}. قال أبو بكر الصديق: بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي ينفق عليه، وقال: والله لا أنزعها منه أبدا».
.

وجاء في «تفسير ابن كثير - ت السلامة» (6/ 31):

«يَقُولُ تَعَالَى: {وَلا يَأْتَلِ} مِنَ الأليَّة، [وَهِيَ: الْحَلِفُ] أَيْ: لَا يَحْلِفْ {أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ} أَيِ: الطَّول وَالصَّدَقَةِ وَالْإِحْسَانِ {وَالسَّعَة} أَيِ: الجِدَةَ {أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} أَيْ: لَا تَحْلِفُوا أَلَّا تَصِلُوا قَرَابَاتِكُمُ الْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ. وَهَذِهِ فِي غَايَةِ التَّرَفُّقِ وَالْعَطْفِ عَلَى صِلَةِ الْأَرْحَامِ؛ وَلِهَذَا قَالَ: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا} أَيْ: عَمَّا تَقَدَّمَ مِنْهُمْ مِنَ الْإِسَاءَةِ وَالْأَذَى، وَهَذَا مِنْ حِلْمِهِ تَعَالَى وَكَرَمِهِ وَلُطْفِهِ بِخَلْقِهِ مَعَ ظُلْمِهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ.
وَهَذِهِ الْآيَةُ نَزَلَتْ فِي الصدِّيق، ‌حِينَ ‌حَلَفَ ‌أَلَّا ‌يَنْفَعَ ‌مِسْطَح بْنَ أُثَاثَةَ بِنَافِعَةٍ بَعْدَمَا قَالَ فِي عَائِشَةَ مَا قَالَ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْحَدِيثِ. فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ براءةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، وَطَابَتِ النُّفُوسُ الْمُؤْمِنَةُ وَاسْتَقَرَّتْ، وَتَابَ اللَّهُ عَلَى مَن كَانَ تَكَلَّمَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي ذَلِكَ، وَأُقِيمَ الْحَدُّ عَلَى مَن أُقِيمَ عَلَيْهِ -شَرَع تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَلَهُ الْفَضْلُ وَالْمِنَّةُ، يعطفُ الصدِّيق عَلَى قَرِيبِهِ وَنَسِيبِهِ، وَهُوَ مِسْطَح بْنُ أُثَاثَةَ، فَإِنَّهُ كَانَ ابْنَ خَالَةِ الصَّدِيقِ، وَكَانَ مِسْكِينًا لَا مَالَ لَهُ إِلَّا مَا يُنْفِقُ عَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَقَدْ زلق زلقة تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْهَا، وضُرب الْحَدَّ عَلَيْهَا. وَكَانَ الصَّدِّيقُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مَعْرُوفًا بِالْمَعْرُوفِ، ‌لَهُ ‌الْفَضْلُ ‌وَالْأَيَادِي ‌عَلَى ‌الْأَقَارِبِ وَالْأَجَانِبِ. فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ إِلَى قَوْلِهِ: {أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} أَيْ: فَإِنَّ الْجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ، فَكَمَا تَغْفِرُ عَنِ الْمُذْنِبِ إِلَيْكَ نَغْفِرُ لَكَ، وَكَمَا تَصْفَحُ نَصْفَحُ عَنْكَ. فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالَ الصَّدِّيقُ: بَلَى، وَاللَّهِ إِنَّا نُحِبُّ -يَا رَبَّنَا -أَنْ تَغْفِرَ لَنَا. ثُمَّ رَجَع إِلَى مِسْطَحٍ مَا كَانَ يَصِلُهُ مِنَ النَّفَقَةِ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَنْزَعُهَا مِنْهُ أَبَدًا، فِي مُقَابَلَةِ مَا كَانَ قَالَ: وَاللَّهِ لَا أَنْفَعُهُ بِنَافِعَةٍ أَبَدًا، فَلِهَذَا كَانَ الصِّدِّيقُ هُوَ الصَّدِّيقُ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَعَنْ بِنْتِهِ]».
.
.



سابعاً: مراجع شيعية تعترف بطهارة وعفة السيدة عائشة -رضي الله عنها.


ملحوظة: من الممكن أن يكون كلامهم نوعاً من التقية ليس إلا، ولكني أنقل كلامهم على سبيل الإستئناس فقط.

الرد على "حادثة الإفك (عائشة و حبيبها صفوان)"


الرد على "حادثة الإفك (عائشة و حبيبها صفوان)"


الرد على "حادثة الإفك (عائشة و حبيبها صفوان)"


الرد على "حادثة الإفك (عائشة و حبيبها صفوان)"الرد على "حادثة الإفك (عائشة و حبيبها صفوان)"الرد على "حادثة الإفك (عائشة و حبيبها صفوان)"

.


ولو راجعت متابعي الكريم تفسير "مجمع البيان، في تفسير القرآن - أمين الإسلام أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي - ج7 - طه ، القصص" بداية من صفحة 165، ستجده ينقل معظم كلام أهل السنة في تفسيراتهم!
.



ثامناً: الشيعة تُصرِّح بأنه لا يجوز إتهام النبي في عرضه أصلاً.


الرد على "حادثة الإفك (عائشة و حبيبها صفوان)"


الرد على "حادثة الإفك (عائشة و حبيبها صفوان)"


الرد على "حادثة الإفك (عائشة و حبيبها صفوان)"


الرد على "حادثة الإفك (عائشة و حبيبها صفوان)"
.



تاسعاً: بيان اتهام اليهود السيدة مريم العذراء بالزنا.


انجيل يوحنا الإصحاح 8
41 انتم تعملون اعمال ابيكم.فقالوا له اننا لم نولد من زنا.لنا اب واحد وهو الله.


يقول المفسر المسيحي وليم ماكدونالد في "تفسير الكتاب المقدس للمؤمن":

يجوز كثيراً أن يكون اليهود قد أقدموا على اتهام الرب بأنه ولد من زنى. انتهى.


وجاء في كتاب الخلفية الحضارية للكتاب المقدس -العهد الجديد-الجزء الأول:

بعض العلماء ههنا يلمحون إلى تهمة الربيين إلى يسوع بأن أمه حملت به بفعل جندي روماني ولم تكن عذراء. انتهى.
.


صور المراجع

الرد على "حادثة الإفك (عائشة و حبيبها صفوان)"


الرد على "حادثة الإفك (عائشة و حبيبها صفوان)"


الرد على "حادثة الإفك (عائشة و حبيبها صفوان)"


الرد على "حادثة الإفك (عائشة و حبيبها صفوان)"


.


والسؤال المهم هنا: هل برَّأ الكتاب المقدس السيدة مريم العذراء من تهمة الزنا؟ للأسف لا، لا يوجد ذكر أو حتى إشارة إلى هذا الأمر!
.


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم

الرد على "حادثة الإفك (عائشة و حبيبها صفوان)"
.


عزيزي المسيحي/ قارن بنفسك.

تعليقات

التنقل السريع