القائمة الرئيسية

الصفحات

الرد على "عائشة اذا كانت راضية تقول و رب محمد و اذا كانت غضبانة تقول و رب ابراهيم"

بسم الله الرحمن الرحيم

الرد على "عائشة اذا كانت راضية تقول و رب محمد و اذا كانت غضبانة تقول و رب ابراهيم"


الرد على "عائشة اذا كانت راضية تقول و رب محمد و اذا كانت غضبانة تقول و رب ابراهيم"



عائشة اذا كانت راضية تقول و رب محمد و اذا كانت غضبانة تقول و رب ابراهيم

‏حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏قال ‏ ‏وجدت في كتابي ‏ ‏عن ‏ ‏أبي أسامة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏هشام ‏ ‏ح ‏ ‏و حدثنا ‏ ‏أبو كريب محمد بن العلاء ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو أسامة ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏قال لي رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى قالت فقلت ومن أين تعرف ذلك قال أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب ‏ ‏محمد ‏ ‏وإذا كنت غضبى قلت لا ورب ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏قالت قلت أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك ‏
‏و حدثناه ‏ ‏ابن نمير ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبدة ‏ ‏عن ‏ ‏هشام بن عروة ‏ ‏بهذا الإسناد ‏ ‏إلى قوله لا ورب ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏ولم يذكر ما بعده

صحيح مسلم .. كتاب فضائل الصحابة .. باب في فضل عائشة رضي الله تعالى عنهما
.


توطئة


لقد بوَّب الإمام البخاري هذه الرواية تحت بَاب: غَيْرَةِ النِّسَاءِ وَوَجْدِهِنَّ... وبوَّب الإمام مسلم هذه الرواية تحت ‌‌بَابٌ فِي فَضْلِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا، والتي أتى بها صاحب الشبهة المعتوه بنفسه!

فحتى قبل أن نبدأ بالرد، ما الذي فهمته الآن متابعي الكريم؟
.


أولاً: المعنى العام للحديث.


جاء في «المنهل الحديث في شرح الحديث» (4/ 67):

«في جو من المرح والعتاب والتلطف يضرب الرسول صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في تحمل النساء والحلم عن هفواتهن فيقول لزوجته عائشة إني لأعلم حالك وشأنك من حديثك فاعلم إذا كنت راضية عني أو كنت غاضبة مني ولم تدهش عائشة لوثوقها من كمال فطنة الرسول ولكنها لدلالها رغبت في أن تسمع وصفها في الحالين من لسانه الشريف فقالت كيف تعرف ذلك يا رسول الله قال إذا كنت عني راضية ودعا للقسم داع قلت لم أفعل كذا ورب محمد وإذا كنت علي غضبى قلت إذا أقسمت لا ورب إبراهيم قالت عائشة نعم يا رسول الله هذه حالي ولكن لا يخطر ببالك تغير قلبي وتحوله عنك وهجره لذاتك الشريفة حين أغضب فوالله لا أهجر حينذاك إلا اسمك الشريف على مضض مني وتألم فأظهر الصدود بلساني وقلبي بذاتك متعلق وحبي لك ثابت وهواك في نفسي لا يتغير».
.
.


ثانياً: ما يُستفاد من الحديث.


«المرجع السابق» (4/ 69،68):

«- استقراء الرجل لحال المرأة من فعلها وقولها فيما يتعلق بالميل وعدمه
2 - الحكم بالقرائن لأن النبي صلى الله عليه وسلم حكم برضا عائشة وغضبها بمجرد ذكرها اسمه الشريف وسكوتها عن ذكره
3 - وفيه حسن معاملته صلى الله عليه وسلم لزوجاته أمهات المؤمنين
4 - وفيه إرشاد للزوجات لما ينبغي أن يكون عليه إذا غضبن من أزواجهن
5 - وفيه فضيلة عائشة رضي الله عنها
6 - وفيه وجد النساء والمهن
7 - وفيه ملاطفة كل من الزوجين صاحبه في بحبوحة من الظرف والأدب
8 - استدل به على أن الاسم غير المسمى في المخلوقات إذ لو كان الاسم عين المسمى لكانت بهجره هاجرة لذاته وليس كذلك».
.
.


ثالثاً: في الحديث ما يبين شدة حب السيدة عائشة -رضي الله عنها- للنبي -صلى الله عليه وسلم.



جاء في «توفيق الرب المنعم بشرح صحيح الإمام مسلم» (7/ 90):

«في هذا الحديث: أن هذا الذي قالته عائشة رضي الله عنها لعله يكون بسبب الغيرة؛ فلهذا يعفى عنها؛ لأن الغضب على النبي صلى الله عليه وسلم وهجره كبيرة عظيمة؛ ولهذا قالت: ((مَا أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ))، وليس معنى ذلك أنها تبغضه، وإنما هذا الهجر للاسم فقط، بسبب الغيرة التي تصيبها من الضرائر».
.


وجاء في «منة المنعم في شرح صحيح مسلم» (4/ 104)-الهامش:

«قوله: (إني لأعلم إذا كنت عني راضية … إلخ) يؤخذ منه استقراء الرجل حال المرأة من فعلها وقولها فيما يتعلق بالميل إليه وعدمه، والحكم بما تقتضيه القرائن في ذلك (ما أهجر إلا اسمك) أي لا أترك، تريد أن القلب يبقى على حبك كما هو، لا يتغير عنه مطلقًا، وإنما الذي يحصل هو ترك التسمية اللفظية، والإدلال الظاهر فقط».
.


وجاء في «مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح» (5/ 2120):

«قَالَ: إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً) : أَيْ: فِي غَايَةٍ مِنَ الرِّضَا. (فَإِنَّكِ تَقُولِينَ: لَا) : أَيْ: مَثَلًا (وَرَبِّ مُحَمَّدٍ) : فَتَذْكُرِينَ اسْمِي فِي قَسَمِكِ. (وَإِذَا كُنْتِ عَلَيَّ) : وَفِي نُسْخَةٍ عَنِّي (غَضْبَى) : أَيْ: مِنْ وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ الدُّنْيَوِيَّةِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالْمُعَاشَرَةِ الزَّوْجِيَّةِ (قُلْتِ لَا) : وَفِي نُسْخَةٍ وَلَا (وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ) : فَتَعْدِلِينَ عَنِ اسْمِي إِلَى اسْمِ إِبْرَاهِيمَ (قَالَتْ: قُلْتُ أَجَلْ) : أَيْ: نَعَمْ (وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَهْجُرُ) : وَفِي نُسْخَةٍ لَا أَهْجُرُ أَيْ مَا أَتْرُكُ (إِلَّا اسْمَكَ) : أَيْ: ذِكْرَهُ عَنْ لِسَانِي مُدَّةَ غَضَبِي وَلَكِنَّ الْمَحَبَّةَ ثَابِتَةٌ دَائِمًا فِي قَلْبِي، قِيلَ: أَيْ هِجْرَانِي مَقْصُورٌ عَلَى تَرْكِ اسْمِكَ حَالَةَ الْغَضَبِ الَّذِي يَسْلُبُ الِاخْتِيَارَ لَا أَتَعَدَّى مِنْهُ إِلَى ذَاتِكَ الشَّرِيفِ الْمُخْتَارِ، وَالْمُرَادُ هُنَا بِالِاسْمِ التَّسْمِيَةُ، وَبِهَا عَبَّرَتْ عَنِ التَّرْكِ بِالْهِجْرَانِ دَلَالَةً عَلَى أَنَّهَا تَتَأَلَّمُ مِنْ هَذَا التَّرْكِ الَّذِي لَا اخْتِيَارَ لَهَا فِيهِ، وَأَنَّهَا فِي طَلَبِ الْوِصَالِ عَلَى طُرُقِ الْكَمَالِ، وَهُوَ التَّشَرُّفُ بِمَرْتَبَةِ الْجَمْعِ بَيْنَ حُصُولِ الِاسْمِ وَالْمُسَمَّى وَاقْتِرَانِ اللِّسَانِ وَالْجَنَانِ فِي مَيْدَانِ الْمَحَبَّةِ الَّذِي يُعَبَّرُ عَنْهُ بِالْجَنَانِ - ثَابِتَةٌ بِعَوْنِ اللَّهِ الْمَلَكِ الْمَنَّانِ».
.


وجاء في «عمدة القاري شرح صحيح البخاري» (20/ 211،210):

«قَوْله إِنِّي لأعْلم إِلَى آخِره فِيهِ أَنه يعلم أَن الْمَرْأَة هَل هِيَ راضية على زَوجهَا أَو غَضبى عَلَيْهَا بِحَالِهَا من فعلهَا وَقَوْلها قَوْله وَرب إِبْرَاهِيم إِنَّمَا ذكرت إِبْرَاهِيم دون غَيره من الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام وَلِأَنَّهُ أولى النَّاس بِهِ كَمَا نَص عَلَيْهِ الْقُرْآن وَفِيه دلَالَة على فطنة عَائِشَة وَقُوَّة ذكائها قَوْله " أجل " أَي نعم قَوْله مَا أَهجر إِلَّا اسْمك قَالَ الطَّيِّبِيّ رَحمَه الله هَذَا الْحصْر فِي غَايَة من اللطف لِأَنَّهَا أخْبرت إِذا كَانَت فِي غَايَة الْغَضَب الَّذِي يسلب الْعَاقِل اخْتِيَاره لَا يغيرها عَن كَمَال الْمحبَّة المستغرقة ظَاهرهَا وباطنها الممتزجة بروحها وَإِنَّمَا عبرت عَن التّرْك بالهجران لتدل بِهِ على أَنَّهَا تتألم من هَذَا التّرْك الَّذِي لَا اخْتِيَار لَهَا فِيهِ قَالَ الشَّاعِر
(إِنِّي لأمنحك الصدود وإنني … قسما إِلَيْك مَعَ الصدود لأميل)
وَقَالَ الْمُهلب قَوْلهَا مَا أَهجر إِلَّا اسْمك يدل على أَن الِاسْم من المخلوقين غير الْمُسَمّى وَلَو كَانَ عين الْمُسَمّى وهجرت اسْمه لهجرته بِعَيْنِه وَيدل على ذَلِك أَن من قَالَ أكلت اسْم الْعَسَل لَا يفهم مِنْهُ أَنه أكل الْعَسَل وَإِذا قلت لقِيت اسْم زيد لَا يدل على أَنه لَقِي زيدا وَإِنَّمَا الِاسْم هُوَ الْمُسَمّى فِي الله عز وَجل وَحده لَا فِيمَا سواهُ من المخلوقين لمباينته عز وَجل وأسمائه وَصِفَاته حكم أَسمَاء المخلوقين وصفاتهم انْتهى».
.


حقيقة أصبحت أستغرب من هؤلاء القوم، صدقاً هم أجساد بغال بعقول عصافير!
.

تعليقات

التنقل السريع