القائمة الرئيسية

الصفحات

بسم الله الرحمن الرحيم


الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب


الرد على الحلقة الرابعة بعنوان "إصحى يا نايم"


يقول المعتوه أندرو حبيب في هذه الحلقة أن المسلم يُفاجأ بدخول شهر رمضان وهو غير مستعد للصيام!، ويستهزأ ويقول على لسان المسلم: هصوم إزاي؟ أنا دماغي بتصدع! طيب هعمل إيه في الشغل وهتعامل مع الناس إزاي!!، طيب أنا ملحقتش ألتزم، وفيه حاجات غلط كنت بعملها، كنت ببص على الرايحة وإللي جيّة! طيب والسجاير وقعدة القهوة!!

ثم يدعي أن المسلم يعيش (براحته) طول السنة ويعمل إللي هو عايزه، لكنه يلتزم في شهر واحد غصب عنه! ويتساءل: هل دا يرضي ربنا!

ويقول أننا يجب ان نعيش السنة كلها بروح الصيام، وان الصيام الحقيقي ليس عن الأكل والشرب وإنما الحياة التي نعيشها في نقاء وطهارة واحترام للآخرين.

أندرو حبيب يتكلم وكأن الإسلام هو من جعل أتباعه يقعون في تلك الأخطاء!، ألا يعلم هذا الإمعة أن الإسلام يرفض كل ما قاله!، هل من المنطقي أن أحكم على الدين بأفعال (بعض) معتنقيه الذين لا يتبعون أحكامه!

لا أستغرب من حماقتك، فأنت تؤمن بأن الإله جل جلاله (وحاشاه) نزل إلى الأرض وذاق أفظع أنواع الألم والخزي والعار ثم مات!

.


قبل بدء الرد لابد من توضيح هام هنا، وهذا الكلام يُطبَّق على كل الأخطاء التي يفعلها بعض الصائمين التي ذكرها في هذه الحلقة وسيذكرها هذا المعتوه في باقي حلقاته، وهو أن الإسلام لا يقول بمثل هذه العادات السيئة أو المخالفات الشرعية التي يقع فيها بعض الصائمين، بل ويحض على عدم فعلها والإلتزام بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والسلف الصالح في الصوم... فمن العجيب أن يتكلم أندرو وكأن الإسلام هو من أمر أتباعه بمثل هذه المخالفات التي تنقص من أجر الصوم وتنفي مقصوده ومراده.


يقول البابا شنودة الثالث في كتابه

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الرابعة بعنوان "إصحى يا نايم"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الرابعة بعنوان "إصحى يا نايم"

.

وللرد على هذا المهرج سنتكلم في عدة نقاط بإذن الله


أولاً: استعداد المسلم لشهر رمضان.

ثانياً: رمضان فرصة لبدء الإلتزام والتغيير.

ثالثاً: بيان صوم من ينقطع عن المعاصي مؤقتاً.

رابعاً: وجوب غض البصر للمسلم، وبيان حرمة شرب السجائر سواء في رمضان أو غيره.

.


أولاً: استعداد المسلم لشهر رمضان.

جاء في كتاب

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الرابعة بعنوان "إصحى يا نايم"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الرابعة بعنوان "إصحى يا نايم"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الرابعة بعنوان "إصحى يا نايم"

.

وجاء في «دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي» (26/ 5):

القسم الأول: النية

والنية هي توجه القلب إلى الشيء وقصده، وهي التي يمتاز بها الفعل عن غيره مما يشابهه ويحاكيه، فتتميز بها العبادة عن العادة، ويتميز بها الفرض عن النفل، فلا يقع ذلك إلا بالنية، ولذلك كانت شرطاً لأداء العبادة وصحتها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، وبهذه النية يتفاوت العمل تفاوتاً عظيماً؛ فهي تفسير الأعمال، ويضاعف العمل اليسير بهذه النية إذا صدق فيها صاحبها وأخلص، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي قاتل فقتل: (لقد عمل هذا قليلاً وأجر كثيراً)..... فلذلك يثاب الإنسان على أمر لم يخلق إذا أحسن النية فيه لله سبحانه وتعالى، وقد كان كثير من سلفنا الصالح يستعد لرمضان قبله، وللعبادات كلها بنيته، فيحاول مع نفسه حتى يخلص النية ويصدق، ويتأهب بذلك للعبادة قبل أن يأتي وقت أدائها؛ فإن مات قبلها مات في طريقها؛ وهو في صلاة منذ خروجه إليها، وإن بلغ إليها جاءها مستعداً قد تخلص من كل الشواغل والملهيات، وأقبل عليها بقلب سليم.


وجاء في «شرح زاد المستقنع للشنقيطي» (123/ 23)-بتصرف يسير:

وصايا عامة لمن أدرك رمضان

السؤال

هلَاّ تفضلتم بكلمة عن قدوم شهر رمضان، وما ينبغي على المسلم في هذا الشهر المبارك، أثابكم الله؟

الجواب

الوصية الأولى: لا شك أن من نعم الله عز وجل على العبد أن يطول عمره ويحسن عمله، قال صلى الله عليه وسلم: (خيركم من طال عمره وحسن عمله)، فالمؤمن لا يرجو من بقائه في الحياة إلا زيادة الخير، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث: (واجعل الحياة زيادة لي في كل خير)، وندب أمته في كل صلاة أن يستعيذوا بالله من فتنة المحيا والممات، فإذا وفق الله العبد ويسر له بلوغ رمضان، فليكن أول ما يكون منه أن يحمد الله عز وجل على نعمته وجميل فضله وجليل منته، ويسأله سبحانه أن يبارك له في هذه النعمة؛ لأنك إذا شكرت نعمة الله بارك الله لك فيها، ولما غفل الناس عن شكر الله سلب الله بركة النعم، فاحمد الله، إذا بلغت رمضان وانظر إلى مقدار نعمة الله عليك؛ حتى تحس بفضل هذا الشهر، ويمكنك بعد ذلك أن تقوم بحقه.

تذكر الشخص الذي كان يتمنى بلوغ رمضان فمات قبل بلوغه والله أعطاك الحياة وأمد لك في العمر، وتذكر المريض الذي يتأوه من الأسقام والآلام، والله أمدك بالصحة والعافية، فتحمد الله من كل قلبك وبملء لسانك، وتقول: الحمد لله الذي يسر لي وسهل لي، اللهم بارك لي في هذا الشهر، وأعني فيه على طاعتك، ونحو ذلك من سؤال الله الخير.

الوصية الثانية: أن تبدأ هذا الشهر بنية صادقة خالصة، وعزيمة قوية على الخير، فكم من عبد نوى الخير فبلغه الله أجره ولم يعمل به، وحيل بينه وبين العمل بالعذر، فقد يكون الإنسان في نيته أن يصوم ويقوم، فتأتي الحوائل أو تأتي آجال أو تأتي أقدار تحول بينه وبين ما يشتهي، فيكون في قلبه وقرارته فعل الخير، وأن يكون رمضان هذا صفحات بر وإقبال على الله وإنابة إليه، فإذا نويت ذلك وحال بينك وبين ذلك شيء من الأقدار أو الآجال، كتب الله لك الأجر والثواب، كما ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قالك (حبسهم العذر).

الوصية الثالثة: فيا حبذا ويا طوبى لمن استقبل هذا الشهر بالتوبة إلى الله والإنابة إلى الله، فإن الله يحب التوابين، والله يفرح بتوبة عبده، فيبدأ شهر رمضان منكسر القلب منيباً إلى الله جل وعلا، يحس بعظيم الإساءة وعظيم التقصير والتفريط في جنب الله، ويقول بلسان حاله ومقاله: {يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} [الزمر:56]، فإذا استقبلت رمضان وأنت منكسر القلب غيّرت ما بك فغيّر الله حالك: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} [الرعد:11].

وعلى المسلم أن يستقبل رمضان بالتوبة والإنابة إلى الله؛ حتى ينال الرحمة من الله سبحانه؛ لأنه قد يحال بين العبد وبينها بسبب ذنب، فمن شؤم الذنوب والمعاصي أنها تحول بين العبد وبين رحمة الله، وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة) أي: أن الله يفتح أبواب رحمته، فيرحم من يشاء بفضله ومنّه وكرمه، فإذا أريت الله من نفسك التوبة والإقلاع، وأنبت إلى الله سبحانه، فأنت أحرى برحمة الله، وأحرى بأن يلطف الله عز وجل بك، وأن يبلغك فوق ما ترجو وتأمل من إحسانه وبره.

الوصية الرابعة: حتى تكون محققاً لهذه التوبة لابد وأن تتحلل من المظالم فيما بينك وبين الله، وفيما بينك وبين عباد الله، ويا طوبى لمن دخل عليه هذا الشهر وليست بينه وبين الناس مظلمة، وليس على ظهره حقوق ولا آثام لإخوانه المسلمين، فنستهل شهر رمضان بالمحبة والإخاء والمودة والصفاء، والنفوس منشرحة والقلوب مطمئنة، ونستهله كما أمر الله إخوة في الإيمان أحبة في الطاعة والإسلام، فإنه إذا وقعت الشحناء حجبت العبد من المغفرة، قال صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: (أنظرا هذين حتى يصطلحا) أي: لا تغفرا لهما حتى يصطلحا، فتذكر ما بينك وبين أقاربك، خاصة إخوانك وقرابتك: الإخوان والأخوات والأعمام والعمات وكل الآل والقرابات، تتذكر ما لهم من حقوق وما لهم عندك من مظلمة، فتتحلل منها، وتسألهم الصفح والعفو، وتستقبل شهرك وأنت منيب إلى الله سبحانه وتعالى، ليس بينك وبين الناس مظالم تحول بينك وبين الخير، ومن أعظم ذلك كما ذكرنا القطيعة، والمحروم من حرم، فإن خير الناس من ابتدأ بالسلام بعد وجود القطيعة والخصام، قال صلى الله عليه وسلم: (وخيرهما الذي يبدأ بالسلام)، فيفكر الإنسان حينما يقدم على رمضان كيف يصلح ما بينه وبين الله، وما بينه وبين الناس، قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال:1].

كذلك أيضاً: يستقبل الإنسان رمضان ويهيئ من نفسه بواعث الخير، والدوافع التي تحمله على الطاعة والبر، ومن أعظم ذلك أن يحس من قلبه كأن هذا الرمضان هو آخر رمضان يعيش فيه، وما يدريه فلعل مرضاً يحول بينه وبين الصيام، فيكون ذلك اليوم أو ذلك الشهر هو آخر ما يصوم، أو لعل المنية تخترمه، فكم من إخوان وأحباب وخلان وأصحاب وجيران كانوا معنا في العام الماضي؟! وقد مضوا إلى الله فأصبحوا رهناء الأجداث والبلى، غرباء مسافرين لا ينتظرون، فالسعيد من وعظ بغيره، فإذا استقبلت رمضان وأنت تستشعر كأن هذا الشهر هو آخر شهر تصومه، أو آخر شهر تقومه؛ قويت نفسك على الخير وهانت عليك الدنيا وزهدت فيها، وأقبلت على الآخرة وعظمتها.

ومن أعظم الأسباب التي تنكسر بها قسوة القلوب: الزهد في الدنيا والإعظام للآخرة، ولا زهد في الدنيا إلا بقصر الأمل، فحينما تحس أن رمضان هذا قد يكون آخر رمضان لك وآخر شهر تعيشه؛ دعاك ذلك إلى إحسان العمل وإتقانه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


وجاء في «دروس الشيخ محمد إسماعيل المقدم» (9/ 2)-بتصرف يسير:

التأهب لقدوم شهر رمضان قبل استهلاله

فإن حكمة الله جل وعلا اقتضت أن يجعل هذه الدنيا مزرعة للآخرة وميداناً للتنافس، وكان من فضله عز وجل على عباده وكرمه أنه يجزي على القليل كثيراً، ويضاعف الحسنة، ويجعل لعباده مواسم تعظم فيها الأجور، فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام، وتقرب فيها إلى مولاه بما أمكنه من وظائف الطاعات، عسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات، فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات.

قال الحسن البصري رحمه الله تعالى في قوله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} [الفرقان:62] قال: من عجز بالليل كان له من أول النهار مستعتب، ومن عجز بالنهار كان له من الليل مستعتب.

أي: يستدرك في أحدهما ما يفوته في الآخر.

ومن أعظم هذه المواسم المباركة وأجلها شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، بل لا يعلم موسم تجتمع فيه أبواب الخير والطاعات أكثر مما تجتمع في هذا الشهر العظيم، ولهذا كان حرياً بالمسلم انطلاقاً من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (احرص على ما ينفعك) أن يحسن الاستعداد لهذا القادم الكريم، ويفقه شروط وآداب هذه العبادة المباركة؛ لئلا يفوته الخير العظيم، ولئلا ينشغل بمفضول عن فاضل أو بفاضل عما هو أفضل منه.... والناس في رمضان كغيره من مواسم الخير والطاعات يصدق فيهم قول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [الليل:4] فيتباين الناس في استعدادهم لهذا الشهر الكريم حسب حظهم من الإيمان والصبر واليقين، فهم ما بين فرح مسرور بقدومه، وما بين مستثقل متضجر.

وهناك من يستعد لرمضان بمجرد انطلاق رمضان الماضي، حيث نجد شياطين الإنس يستعدون لاستقبال شهر رمضان المقبل بما يعدونه من التمثيليات والأفلام والفوازير واللهو والعبث، وذلك لصد الناس عن هذا الموسم العظيم، أفلا يجدر بعباد الرحمن وأولياء الله عز وجل أن يستعدوا فيعلموا كيف يغتنمون هذا الموسم العظيم ويخططون له ويتأهبون له قبل قدومه؟!


وجاء في «دروس للشيخ سفر الحوالي» (22/ 10-12):

الاستعداد لرمضان

متى نستقبل هذا الشهر العظيم كما استقبله أولئك الجيل الذين اصطفاهم الله تبارك وتعالى على جميع الأمم؟! لا بد أن نسأل أنفسنا هذا السؤال وأن نعد الإجابة؛ فإن كنا حقاً نريد أن نغتنم أوقات الخير وفرصه ومواسمه، وأن نتاجر مع الله تجارة رابحة فلنعمل كما عملوا والطريق أمامنا ميسر، ولله الحمد.

الاستعداد بالإيمان

فلنستعد لشهر رمضان بإيمان صادق بالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وقد تقولون: نستعد بالإيمان! أولسنا مؤمنين؟! نحن مؤمنون -إن شاء الله- ولكن الله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا} [النساء:136] فنؤمن بالله، أي: نجدد هذا الإيمان في قلوبنا، ونجدد توحيدنا، وننقي قلوبنا من الشوائب كالرياء والنفاق.

فأول ما نفتش عنه ليس البطن وماذا نعد له؛ وإنما القلب وماذا نعد له؛ وكيف يكون هذا القلب في هذا الشهر العظيم.

الاستعداد للصوم الحقيقي بترك المحرمات والمنكرات

فالصيام الذي هو الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، كل المسلمين يشتركون فيه، لكن الصيام الحقيقي الذي يجب أن نعد أنفسنا له، ونوطن قلوبنا عليه: هو أن نطهر قلوبنا وأن نزكيها وأن تكون هذه القلوب بعيدة عما حرم الله تبارك وتعالى؛ فإذا كان الشرك والرياء والنفاق وما أشبهها كبائر ومصائب في الفطر، في شعبان أو رجب؛ فهي في رمضان أعظم، وأعظم! فلنستقبل هذا الموسم بقلوب خالية من ذلك، وإذا كان الغش والغل والحقد والحسد للمسلمين والشحناء والبغضاء والعداوات بين الإخوان والأرحام والزملاء والجيران حراماً في سائر العام وهي كذلك؛ فهي في رمضان أشد حرمة.

فيجب أن ننتهز هذه الفرصة لنترك هذه المحرمات التي تشغل قلوبنا وتأكل حسناتنا؛ فإذا كان النظر إلى المرأة الأجنبية محرماً في سائر العام، فكيف يستحله الصائم في الليل أو في النهار؟ وإذا كان قبيحاً أن تجعل موسم الطاعة كغيره في الطاعة، فكيف إذا جعلنا موسم الطاعة موسماً للمعصية؟! إن ذلك لأقبح القبح!! فإذا لم يصم القلب عن الشهوات المحرمة، ولم تصم الأذن عن سماع الحرام، وأكثر المسلمين لا تصوم آذانهم لا في رمضان ولا في غيره، وكيف تصوم الأذن ومزمار الشيطان: (المعازف والموسيقى) لا يكاد يخلو منها بيت، ولا سيارة؟! وهل صامت عيوننا؟! وكيف تصوم، والإنسان لا يكاد يفطر إلا ويمتد بصره إلى تلك المناظر المحرمة؟! بل ولربما امتدت السهرات إلى وقت السحر أو طلوع الفجر!! ثم بعد ذلك يكون الموت ويكون الخذلان!! كيف يكون حال أسواقنا في هذا الشهر العظيم؟ إنما تعمر بما لا تعمر به في سائر الأيام، ويا ليت أنها تعمر -فقط- بالبيع والشراء! ولكن بالمعاصي والتبرج والسفور والاختلاط المحرم، وبالغش والنجش وبما لا يرضاه الله تبارك وتعالى، حتى إن الإنسان إذا رأى هذه المناظر، لا يصدق أنه في رمضان وأنه في أمة الإسلام!! ولو كنا نستقبل هذا الشهر استقبال المؤمنين الأوابين، لكان أول ما يخف ويقل حتى يكاد يتلاشى هو الأسواق، فاللائق أن يقل إقبال الناس حتى على شراء المباحات، لماذا؟ لانصرافهم إلى اغتنام هذه الأوقات للعبادة، ولكن ليالي رمضان تشهد من الحركة ما لا يشهده سائر العام!!

.


ثانياً: رمضان فرصة لبدء الإلتزام والتغيير.

جاء في كتاب

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الرابعة بعنوان "إصحى يا نايم"
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الرابعة بعنوان "إصحى يا نايم"
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الرابعة بعنوان "إصحى يا نايم"
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الرابعة بعنوان "إصحى يا نايم"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الرابعة بعنوان "إصحى يا نايم"
.

وجاء في «شعاع من المحراب» (1/ 154):

إن رمضان فرصة لمحاسبة النفس، وينبغي أن يكون رمضان مذكرًا لنا بما اقترفنا طيلة العام فما وجدنا من خير حمدنا الله وازددنا، وما وجدنا عملنا فيه من سوء تبنا إلى الله واستغفرنا وتصدقنا، وأكثرنا من عمل الصالحات حتى تعفوا على السيئات، ووعدنا أنفسنا ألا تتكرر أخطاؤنا، وألا نرخي العنان لشهواتنا، فإذا حافظنا على ذلك وحافظنا قبله على الصلوات الخمس، والجمعة والجماعة، كنا ممن فقه قول المصطفى صلى الله عليه وسلم «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لا بينهن إذا اجتنبت الكبائر» (1).

ومن دواعي التوبة في رمضان الصبر، فالصوم كما جاء في الحديث «نصف الصبر» (2).

والصوم يربي النفس على الصبر وتحمل المشاق، وإذا كان الصائم يصبر نفسه عن ما أحل الله له من الطعام والشراب والمنكح، فلا شك أن صبره عن ما حرم الله عليه من باب أولى. وهكذا يخرج المسلم من شهر الصيام وقد تدرب على الصبر، وانتهي في حسبانه أي شيء كان يظنه مستحيلاً، أو ليس المدمن على التدخين مثلاً كان لا يطيق الصبر عنه بضع سويعات فإذا به في شهر الصيام يصبر عنه الساعات الطوال .. أو ليس في ذلك فرصة للإقلاع منه والخلاص من أسره بدءًا من شهر الصيام .. وهكذا فكل من فتن بشيء محرم وصبر نفسه عنه في شهر الصيام فجدير به أن يقلع عنه ويتوب إلى مولاه، وهذا من المستفيدين حقًّا من حكم الصيام ومثله يفقه حقيقة التقوى في الصيام، كما قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}.

_________

(1) رواه الترمذي وحسنه، وابن ماجه وفي إسناده موسى بن عبيدة، متفق على ضعفه، رمضان مدرسة الأجيال، ناصر العمر/ 30.

(2) رواه الترمذي وابن ماجه وهو حديث حسن، عبد الله الفوزان، أحاديث الصيام/ 97.


وينبغي أن يترفع الإنسان المكرم بصبره عن صبر البهائم التي تأكل حين تجد المرعى، وتصوم إجبارًا حين يعز المرعى، فما بالله حاجة أن يدع الإنسان طعامه وشرابه دون جدوى، لكنه السر العظيم يراد للإنسان أن يدركه فيشكر ربه على أن هيأ له ما يأكل منه ويشرب، وقد حرم منه آخرون، ويتوب إلى بارئه ويستغفره ويعبده حق عبادته.

لا ترد، كما قال عليه الصلاة والسلام: «ثلاثة لا ترد دعوتهم، الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم» (1).

_________

(1) المرجع السابق/ 97.
.


ثالثاً: بيان صوم من ينقطع عن المعاصي مؤقتاً.


جاء في كتاب
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الرابعة بعنوان "إصحى يا نايم"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الرابعة بعنوان "إصحى يا نايم"


.


رابعاً: وجوب غض البصر للمسلم، وبيان حرمة شرب السجائر سواء في رمضان أو غيره.


قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾[النور: 30، 31] .


وروى الإمام مسلم في صحيحه عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الله رضي الله عنه قَالَ: «سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ، فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِى». [صحيح: رواه مسلم (2159)].

قال الإمام النووي: «وَمَعْنَى نَظَر الْفَجْأَة أَنْ يَقَع بَصَره عَلَى الْأَجْنَبِيَّة مِنْ غَيْر قَصْد، فَلَا إِثْم عَلَيْهِ فِي أَوَّل ذَلِكَ، وَيَجِب عَلَيْهِ أَنْ يَصْرِف بَصَره فِي الْحَال، فَإِنْ صَرَفَ فِي الْحَال، فَلَا إِثْم عَلَيْهِ، وَإِنْ اِسْتَدَامَ النَّظَر أَثِمَ لِهَذَا الْحَدِيث». [المنهاج (14/139)].

قال الحافظ ابن كثير: «هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم عما حرِّم عليهم، فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه، وأن يغضوا أبصارهم عن المحارم، فإن اتفق أن وقع البصر على مُحرَّم من غير قصد، فليصرف بصره عنه سريعًا». [(تفسير ابن كثير (6/41)].

وقال الإمام القرطبي: «غض البصر هو الباب الأكبر إلى القلب، وأَعمَرُ طرق الحواس إليه، وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته، ووجب التحذير منه، وغضه واجب عن جميع المحرمات، وكل ما يخشى الفتنة من أجله». [تفسير القرطبي (15/203)].
.

وجاء في كتاب
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الرابعة بعنوان "إصحى يا نايم"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الرابعة بعنوان "إصحى يا نايم"

ثم استكمل الكاتب -حفظه الله- باقي أنواع المحرمات، ان أردت الإستزادة ارجع للكتاب.
.


وقد جاء في كتاب
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الرابعة بعنوان "إصحى يا نايم"
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الرابعة بعنوان "إصحى يا نايم"
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الرابعة بعنوان "إصحى يا نايم"
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الرابعة بعنوان "إصحى يا نايم"

.

التدخين حرام شرعاً
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الرابعة بعنوان "إصحى يا نايم"

.

سنظل -بفضل الله- نبين جهلكم وقساوة قلوبكم وحقدكم على الإسلام يا أندرو أنت وأمثالك.

يتبع مع الحلقة الخامسة بإذن الله

تعليقات

التنقل السريع