القائمة الرئيسية

الصفحات

 بسم الله الرحمن الرحيم


الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب


الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

.



كالعادة يتكلم أندرو حبيب على أخطاء بعض الصائمين في رمضان وكأن دينهم هو الذي أمرهم بهذه المخالفات!، سبحان خالق العقول والأفهام!!


من البديهي والمنطقي أن تؤخذ تعاليم كل دين من خلال مصادره المعتمدة والمقبولة لدى أتباعها، وليس من خلال أفعال بعض معتنقيها، فمثلاً إذا وجدنا رجل دين مسيحي يزني، هل ذلك الفعل الفردي دليلاً على أن المسيحية تبيح الزنى والدعارة؟!... طبعا لا، بل لابد أن أأتي بدليل من مصدر معتمد يثبت صحة كلامي. [راجع حادثة زنى القس برسوم المحرقي الذي زنى بخمسة آلاف سيدة مسيحية!].


وبالطبع كلامي هذا لا يفهمه أندرو حبيب وأمثاله من المدلسين والكذبة، ولكننا منصفون لا نحتاج إلى التدليس والكذب وتزييف الحقائق لإثبات صحة ديننا وفساد الأديان الأخرى.


ونحن بفضل الله عندما نتكلم في دينهم نأتي بالأدلة والبراهين القوية من مصادرهم المعتمدة، ولسنا مثلهم نعتبر أفعال معتنقي المسيحية الخاطئة كأنها هي التي أمرتهم بذلك... دا إفلاس وقلة حيلة!!


فكل ما يقوله أندرو حبيب في حلقات برنامجه هي أفعال وعادات خاطئة يقوم بها بعض المسلمين في رمضان -ولا حول ولا قوة إلا بالله- ولم يذكر دليل واحد من مصدر إسلامي معتمد، بل اعتمد في أسلوبه على السخرية والتريقة وعرض مقاطع ساخرة من أفلام، هل هذا يعد حوار يا أندرو؟! هل هذا ما علمه لك دينك الذي تدعون أنه دين المحبة!!


اطمئن أيها الإمعة، فالمسلم لا يكل ولا يتعب، بس استرجل ورد على كلامي!


يتحفنا هذا المعتوه في هذه الحلقة أن المسلم بيجيله حالة غريبة عند دخول شهر رمضان، وأنه يتخذ بعض القرارات مثل التزامه في الصلاة، ويسخر من إمتلاء المساجد بالمصلين في أول رمضان وبعدها أعداد المصلين تقل، ويسأل ساخراً: هل الله لا يقبل صلاتك يا مسلم إلا في رمضان فقط!، ويقول أن الصلاة حوار وعلاقة بينك وبين ربنا... ثم يقول بعدها كلمة حق يُراد بها باطل، يقول: لو انت فعلاً بتحب ربنا مش هتصلي في وقت معين!


ثم يذكر بعدها قول يسوع بكل ثقة واعتزاز: متى صليتم...(يقصد الصلاة الربانية).

.


وللرد على هذا الحاقد سنتكلم في عدة نقاط بإذن الله


أولاً: روحانيات رمضان.

ثانياً: أحوال المسلمين مع دخول رمضان.

ثالثاً: عدم الصلاة إلا في رمضان.

رابعاً: قرارات ووقفات في رمضان.

خامساً: الصوم المقبول عند الله، وبيان صيام تارك الصلاة.

سادساً: مناجاة العبد لربه في صلاته.

سابعاً: وجوب الصلاة والمواظبة عليها في المسيحية.

ثامناً: هدية لأندرو حبيب وأمثاله... بيان تحريف نص الصلاة الربانية، ثم الإضافة على الصلاة الربانية (المحرَّفة) في القداسات للتأكيد على شركهم بالله عز وجل!

.



أولاً: روحانيات رمضان.


جاء في كتاب

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

للإستزادة راجع أيضاً كتاب: أثر الصوم في تربية شخصية المسلم، رسالة ماجستير، إعداد على مصلح المطرفي [الصوم والتربية الروحية ص40].

.


ثانياً: أحوال المسلمين مع دخول رمضان.


جاء في كتاب

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

للإستزادة راجع كتاب: أنوار البيان في أحكام الصيام، تأليف حمد بن إبراهيم العثمان [من ص7 إلى ص18].

.


ثالثاً: عدم الصلاة إلا في رمضان.


جاء في كتاب
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"


الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"


.
وجاء في كتاب
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

.

وجاء في كتاب "سلوكيات مرفوضة في شهر رمضان والعيدين" ص48-50

ربط الصوم بالصلاة

اعتدنا أن نرى المساجد وهى تغص بالمصلين , والركع السجود , في شهر رمضان , فإذا أدبر الشهر خلت المساجد من المصلين إلا نادراً , وانصرف الركع السجود إلى التجارة , وإلى اللهو , وانصرف القائمون والمجتهدون , والمعتكفون , إلى دنياهم , كأن رب رمضان غير رب بقية الشهور , تعالى الله عما يعتقده الظالمون علواً كبيراً , وكأن من فرض الصلاة لم يفرضها إلا في شهر رمضان فقط , وهكذا أصبح الدين حكراً على تأويلات المبطلين , وأمسى الدين طوعاً لسفاهات متفقهة العصر , ممن لا يحسنون لغة القرآن , ولا يفقهون قواعد البيان , ولا همة لهم إلا القيل والقال , ولا ذكر لهم إلا في الأمثال , فأحلوها محل القرآن والسنة , فمن قائل: « ربنا بيقول: اسعى يا عبد , وأنا اسعى معاك » تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً , يستحل بذلك التملّص من الصلاة في المسجد , وتسمع آخر يقول: « ربنا بيقول : اللي يعوزه بيتك يحرم على الجامع » - كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً-
وهم يستحلون بذلك عدم الذهاب إلى المساجد لأن بيوتهم أحوج إليهم , وهكذا قام فلاسفة العصر من المعتوهين , والشوهى بضرب الدين وأهله معاً في آن واحد , وفى غيبة علمائه الذين تركوا الساحة لهؤلاء المفسدين ينفثون سمومهم , حتى بات المجتمع في خواء ديني رهيب , وإذا سألت بعض الركع السجود في شهر رمضان : لماذا تحرص على الصلاة في شهر رمضان في المسجد ؟ قال لك : لأن ثواب الصلاة في المسجد في جماعة في شهر رمضان عظيم جداً , على الأقل بسبعين صلاة !!
و إذا سألته : لماذا لا تداوم على الصلاة في المسجد , مع أن النبي- صلى الله عليه وسلم - يقول : ( صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ) , وقال صلى الله عليه وسلم : ( صلاة الرجل في المسجد تضعَّف على صلاته في بيته وفى سوقه بضعاً وعشرين درجة....) ؟ ‍
قال الفيلسوف : لأنني لا أحتاج إلى مثل هذا !! فقد صليت شهر رمضان كله في جماعة , وشهر رمضان بسبعين شهر , وإذا كانت السنة اثنى عشر شهراً , أكون قد صليت السنة كلها ومعها خمس سنوات أخرى!! وبالتالي يكفيني الصلاة في شهر رمضان فقط , ثم إن الصلاة صلاة القلب , وما دام قلبك عامراً بالإيمان فلا تخف !! والحمد لله قلبي عامر بالإيمان !!
وتسأل أحدهم : لماذا تدخل المسجد في رمضان لتصلي , ولا تدخله في وقت آخر ؟ بل ربما لا أراك تصلى أصلاً في غير شهر رمضان..لماذا ؟
قال لك : لأن الصيام لا يصح إلا بالصلاة , وأنا أريد أن أصوم حتى لا يعيرني أحد من أصدقائي , أو من جيراني ، ونحوهم .

وبعد !! فإن حُفّاظ الأمثال اعتقاداً وتنفيذاً على نحو ما سبق قال الله تعالى فيهم وفى أمثالهم :﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ ( [1] ) . 

لقد ألزم الله تعالى نبيه وأمته باتباع شريعته , وتطبيق شرعه , وعدم اتباع أهواء الجهلة والمبطلين , فقال تعالى : ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ(18)إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنكَ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ﴾ ( [2] ) .

أما بالنسبة لفلاسفة العصر فإن الله تعالى يقول فيهم وفى أمثالهم:﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ ﴾ ( [3] ) , ويقول سبحانه : ﴿وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ(121)أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(122)وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ(123) وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ(124)فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ ( [4] ), وقال تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ ( [5] ) , وقال تعالى : ﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ(85)أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ﴾ ( [6] ) , ويقول الحبيب - صلى الله عليه وسلم - : ( والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيُحْتَطب , ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها , ثم آمر رجلاً فيؤم الناس , ثم أخالف إلى رجال لا يشهدون الصلاة فأُحَرِّق عليهم بيوتهم ) , وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة , فمن ترك الصلاة كفر )

فيا عباد الله !! توبوا إلى الله توبة نصوحاً , وحافظوا على الصلوات في رمضان , وفى كل أيام عمركم , وادعوا للمسلمين في سجودكم عسى الله أن ينصرنا ويثبت أقدامنا .
-------------------------------------
([1] ) الشورى / 21 .
([2] ) الجاثية / 18, 19 .
([3] ) الأنعام / 119 .
([4] ) الأنعام / 121-125 .
([5] ) البقرة / 208 .
([6] ) البقرة / 85 , 86 .
.


وقد جاء في «مسائل مهمات تتعلق بفقه الصوم والتراويح والقراءة على الأموات» (ص4):

العبادة في رمضان فقط
يقول السائل: نرى كثيراً من الناس يقبلون على عبادة الله في شهر رمضان فيصلون ويصومون ويرتادون المساجد فإذا انتهى شهر رمضان انقطعوا عن عبادتهم فما تقولون في هؤلاء؟
الجواب: لاشك أن إقبال الناس على الصلاة والصيام وقراءة القرآن وارتياد المساجد في رمضان يشير الى جوانب ايجابية في حياة الناس والى تعظيمهم لشهر رمضان ولكنه يشير في الوقت ذاته الى خلل في حقيقة تصور هؤلاء الناس لعبادة الله سبحانه وتعالى فالمفهوم الحقيقي لعبادة الله يتسم بطابع الاستمرارية وعدم الانقطاع فعبادة الله ينبغي أن تكون مستمرة ومتصلة طوال الوقت وعلى مدار الأيام وعبادة الله سبحانه وتعالى ليست موسمية في رمضان فقط وإنما في كل شهور العام فرب رمضان هو رب شوال وشعبان والله سبحانه يقول: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) أي استمر على عبادة الله حتى يأتيك الموت.
ونقول لهؤلاء الناس الذين يتقربون لله تعالى في رمضان أن عليهم أن يعتبروا قدوم شهر رمضان فرصة عظيمة لتجديد التوبة الصادقة والبدء بحياة جديدة في ظل الإيمان والالتزام بمنهج الرحمن وعليهم أن يجعلوا إقبالهم على الله في رمضان فاتحة خير للاستمرار على طريق الخير والرشاد ونوصيهم بأن يستمروا في هذا الطريق ونحذرهم من النكوص على أعقابهم بعد نهاية رمضان فإن فعلوا ذلك فقد ساروا في طريق الخذلان والعياذ بالله.


وجاء في «دروس للشيخ محمد حسان» (30/ 9):

وقفة أخيرة: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
أما بعد: أيها الأحباب! يقول سبحانه: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً * فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ} [مريم:83 - 84] لا يضيق صدرك بهم يا رسول الله، ولا تستعجل لهم العذاب {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} [الزخرف:83] واستمعوا معي إلى هذه الآية التي تحتاج منا إلى خطبة كاملة قال الله سبحانه: {إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً} [مريم:84] انظروا إلى هذه الدقة البالغة والحساب المحسوب الدقيق {إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً} [مريم:84] إن الأعمال محسوبة عليهم، بل إن الأنفاس عليهم كما قال ابن عباس عليه رضوان الله، إنما نعد عليهم ذنوبهم، وويل لمن يعد الله عليه ذنوبه، فإن الواحد منا إذا أحس بأن رئيسه في العمل في هذه الأرض يتابع عمله ويتتبع أخطاءه يعيش في قلق وحسبان، فما بالكم بالواحد الديان.
يا من تراقبون رؤساءكم في الأعمال! يا من تخافون من مديريكم في الأعمال وتنسون رب السماوات والأرض! لا تراقبونه في قولٍ ولا في عمل، أحللتم لأنفسكم الغيبة والنميمة والمعاصي، خفتم الناس ولم تخافوا الله، هبتم الناس ولم تهابوا الله.
يا من تسوفون في التوبة! وترجئونها اعلموا أن الأنفاس معدودة: {إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً} [مريم:84] إن الأنفاس معدودة ومحسوبة، وفجأة سترون أنفسكم بين يدي الله جل وعلا الذي عد وحسب عليكم كل شيء: {إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً} [مريم:84].
يا من أكلتم الرشاوي والحرام! يا من ضيعتم الصلاة! يا رواد الفجر في رمضان! أين أنتم؟! أين أنتم يا من ملأتم المساجد في رمضان؟! يا من كنتم تعبدون رمضان! أما رمضان فقد مضى فرب رمضان حي لا يموت، فهل أنتم من عباد رمضان؟ أين أنتم من عبادة الحي الذي لا يموت؟ أين رواد الفجر في رمضان؟ أين رواد المساجد في رمضان؟ أين من كانوا يحرصون على الصلاة في رمضان؟ أين هم؟ أيها المغرور! يا من جئت لتحارب اللحى! يا من لا تجرؤ أن تناقش وزيراً أو أميراً، وجئت لتناقش أمر الله ولتحتج على أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم! هل تجرؤ على أن تناقش وزيراً أو تناقش أميراً لتقول له: لم أصنع ذلك؟ ولماذا أفعل ذلك؟ جئت لتحتج على أمر الله ولتناقش أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أيها المغرور! يا من غرك منصبك! ويا من خدعك الكرسي الذي جلست عليه! اتق الله جل وعلا، لو أن الكرسي دام لغيرك ما وصل إليك، والله الذي لا إله غيره! لن نتوانى ولن نتورع عن أن نقف بالمرصاد لكل من يحارب دين الله ولكل من يعتدي على شرع رسول الله مهما كانت النتائج؛ لأن رزقنا وأرواحنا بيد الله، لأن الضار والنافع هو الله، فحذار من حرب الله جل وعلا، احذروا من حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً} [مريم:84] إن الأنفاس معدودة ومحسوبة، وفجأة سترى نفسك بين يدي الله جل وعلا.
واستمعوا معي بقلوبكم أيها الأحباب الأطهار الموحدون، استمعوا إلى حياتكم لخصها لنا سيدنا زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم جميعاً، لخص لنا سيدنا علي الحياة تلخيصاً بارعاً مرعباً مذهلاً، حيث قال عليه رضوان الله ورحمة الله عز وجل، وأسأل الله تبارك وتعال أن يجزيه عن هذا الكلام خير الجزاء، فإنها بلاغةٌ لا تتوفر لأصحاب رسائل الدكتوراة والماجستير، ولا لأصحاب أدب الحارات والبارات، ماذا قال سيدنا علي عليه رضوان الله ورحمة الله عز وجل قال:
أنا الذي أغلق الأبواب مجتهداً على المعاصي وعين الله تنظرني
تمر ساعات أيامي بلا ندم ولا بكاء ولا خوف ولا حزنِ
ولي بقايا ذنوب لست أعلمها الله يعلمها في السر والعلنِ
ما أحلم الله عني حيث أمهلني وقد تماديت في ذنبي ويسترني
كأنني بين تلك الأهل منطرحاً على الفراش وأيديهم تقلبني
وقد أتوا بطبيب كي يعالجني ولم أر الطبيب هذا اليوم ينفعني
واشتد نزعي وصار الموت يجذبها من كل عرق بلا رفق ولا هون
كأنني وحولي من ينوح ومن يبكي علي وينعاني ويندبني
وقام من كان أحب الناس في عجل نحو المغسل يأتيني يغسلني
فجاءني رجل منهم فجردني من الثياب وأعراني وأفردني
وأودعوني على الألواح منطرحاً وصار فوقي خرير الماء ينظفني
وأسكب الماء من فوقي وغسلني غسلاً ثلاثاً ونادى القوم بالكفن
فحملوني على الأكتاف أربعةٌ من الرجال وخلفي من يشيعني
وقدموني إلى المحراب وانصرفوا خلف الإمام فصلى ثم ودعني
صلوا عليَّ صلاة لا ركوع لها ولا سجود لعل الله يرحمني
وأخرجوني من الدنيا فوا أسفا على رحيلٍ بلا زاد يبلغني
وأنزلوني إلى قبري على مهلٍ وقدموا واحداً منهم يلحدني
وكشف الثوب عن وجهي لينظرني فأسكب الدمع من عينيه أغرقني
وقال هلوا عليه الترب واغتنموا حسن الثواب من الرحمن ذي المنن
من منكر ونكير ما أقول لهم قد هالني أمرهم جداً فأفزعني
وأقعداني وجدا في مسائلتي مالي سواك إلهي من يخلصني
تقاسم الأهل مالي بعدما انصرفوا وصار وزري على ظهري فأثقلني
فلا تغرنك الدنيا وزينتها وانظر إلى فعلها في الأهل والوطنِ
يا نفس كفي عن العصيان واكتسبي فعلاً جميلاً لعل الله يرحمني
يا نفس ويحك توبي واعملي حسناً عسى تجازين بعد الموت بالحسن
وامنن عليَّ بعفو منك يا أملي فإنك الواحد الرحمن ذو المنن
أيها اللاهي! أيها الساهي! أيها الغافل! إلى متى تبعد عن طريق ربك؟! إلى متى تحارب مولاك؟! إلى متى تتجرأ على شرع رسولك ومصطفاك؟!
دع عنك ما قد فات في زمن الصبا واذكر ذنوبك وابكها يا مذنب
لم ينسه الملكان حين نسيته بل أثبتوه وأنت لاهٍ تلعب
والروح منك وديعةٌ أُودعتها ستردها بالرغم منك وتسلب
وغرور دنياك التي تسعى لها دار حقيقتها متاع يذهب
فالليل فاعلم والنهار كلاهما أنفاسنا فيها تعد وتحسب
اللهم لا تخزنا يوم العرض عليك، اللهم أحسن وقوفنا بين يديك، اللهم اختم لنا بالتوحيد والإيمان.
.

وجاء ايضاً في «دروس للشيخ محمد حسان» (140/ 2):

داء الإعراض والفتور

بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح للأمة، فكشف الله به الغمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فاللهم اجزه عنا خير ما جزيت نبياً عن أمته ورسولاً عن دعوته ورسالته، وصل اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه، وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد: فحياكم الله جميعاً أيها الآباء الفضلاء! وأيها الإخوة الأحباب الأعزاء! وطبتم جميعاً وطاب ممشاكم، وتبوأتم من الجنة منزلاً، وأسأل العظيم جل وعلا الذي جمعني وإياكم في هذا البيت الطيب المبارك على طاعته، أن يجمعني وإياكم في الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى في جنته ودار كرامته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أحبتي في الله! (المداومة على العمل الصالح شعار المؤمنين) هذا هو عنوان لقائنا مع حضراتكم في هذا اليوم الكريم المبارك في أول جمعة بعد شهر رمضان، وكعادتنا سوف ينتظم حديثنا مع حضراتكم تحت هذا العنوان في العناصر التالية: أولاً: إعراض وفتور.
ثانياً: ثمار زكية.
ثالثاً: أسباب معينة.
رابعاً: مُثل عليا.
وأخيراً: احذر الموت.
فأعرني قلبك وسمعك أيها الحبيب! فإن هذا الموضوع بعد رمضان من الأهمية بمكان، والله أسأل أن يجعلني وإياكم جميعاً ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب.

أولاً: إعراض وفتور.
أيها الأحبة الكرام! هاهي الساعات تمر، والأيام تجرى وراءها، وانتهى شهر رمضان، ربح فيه من ربح، وخسر فيه من خسر، وقُبل فيه من قُبل، وطُرد فيه من طُرد، فياليت شعري من المقبول منا فنهنئه ومن المطرود منا فنعزيه؟! فيا عين جودي بالدمع من أسف على فراق ليال ذات أنوار على ليال لشهر الصوم ما جُعلت إلا لتمحيص آثام وأوزار ما كان أحسننا والشمل مجتمع منا المصلي ومنا القانت القاري فابكوا على ما مضى في الشهر واغتنموا ما قد بقى إخوتي من فضل أعمار أيها الأحبة! لقد رأينا المساجد معطرة بأنفاس الصائمين في رمضان، ورأينا المساجد في رمضان مزدحمة بصفوف المصلين، بل وسمعنا للمساجد في رمضان دوياً بالذكر وكلام رب العالمين، بل وأسعد قلوبنا في رمضان تنافس أهل البر من المحسنين.
ولكن مع أول فجر من شهر شوال يتألم قلبك، وتبكي عينك، ويتحسر فؤادك، وتتمزق نفسك حسرات! أين المؤمنون؟! أين المصلون في رمضان؟! أين القائمون لله في رمضان؟! أين الذاكرون الله كثيراً والذاكرات؟! سترى المساجد خاوية مع أول فجر من شهر شوال تشكو حالها إلى الكبير المتعال!! ما الذي حدث؟ ترى إعراضاً وفتوراً يؤلم القلب الأبي التقي النقي.
والفتور في اللغة: هو الانقطاع بعد الاستمرار، وهو التكاسل والتباطؤ والتراخي؛ كما قال ابن منظور في لسان العرب: فتر يفتر فتوراً.
أي: سكن بعد حدة، ولان بعد شدة.
فإنك ترى يا عبد الله فتوراً ملفتاً لجميع الأنظار مع انقضاء آخر ليلة من ليالي شهر رمضان، بل ولست مبالغاً -ورب الكعبة- إذا قلت: إن هذا الفتور قد يتطرق ويزيد إلى درجة الإعراض، لا عن نافلة من النوافل، بل عن فريضة افترضها الله عز جل على عباده على الدوام، لا في المناسبات ومواسم الطاعات، كأن يعرض كثير من المسلمين عن صلاة الفريضة في غير رمضان.
يا عبد الله! هل كنت تعبد في رمضان رباً، وتعبد في بقية الشهور رباً آخر؟! إن رب رمضان هو رب بقية الشهور والأيام هو الإله الواحد الحق الذي لا ند له، ولا ضد له، ولا شريك له، ولا والد له، ولا ولد له.
(قل هو الله أحد) أحد في أسمائه أحد في صفاته أحد في أفعاله.
فيا من صليت لله في رمضان وضيعت الصلاة في غير رمضان احذر واعلم يقيناً بأن هذه الصفة من علامات النفاق، أسأل الله أن يملأ قلبي وقلبك إيماناً، إنه ولي ذلك ومولاه.
إن المداومة على العمل الصالح شعار المؤمنين، بل ومن أحب القربات إلى الله رب العالمين؛ كما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله سلم قال: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل)، بل وفي صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها كذلك قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته) أي: داوم وواظب عليه، فكان إذا فاته شيء من صلاة الليل لنوم أو مرض صلاه في النهار، وإذا فاته شيء من عبادة الليل قضاها في النهار ما بين الفجر والظهر، فيصلي في النهار مثلاً اثنتي عشرة ركعة.
.

وجاء في «دروس للشيخ سعيد بن مسفر» (21/ 10):

رمضان شهر التدرب على الأعمال الصالحة

الإيحاء الخامس وهو مهم جداً: وهو أن شهر رمضان بمنزلة الدورة التدريبية التي يعقدها الله للمؤمنين شهراً في كل عام، للتدرب على العمل الصالح، يتدرب المسلم فيها على القيام والصيام، والإنفاق والبذل والعطاء، وغض البصر، وصيانة السمع، وكف اللسان، وحفظ الفرج، المهم من أول رمضان إلى آخره وهو متعبد لله، سائر في طريق الله في الإيجابيات وهي الطاعات ويبتعد عن السلبيات وهي المعاصي، حسناً وبعد أن تنتهي هذه الدورة ماذا يراد منك أيها المسلم؟! يراد منك أن تستمر على نفس الأداء، تستمر على تدريباتك التي أخذتها في رمضان، فكنت تصوم في رمضان فصم ستاً من شوال، كنت تقوم في التراويح فقم جزءاً من الليل في بيتك، كنت تغض بصرك في رمضان فغض بصرك في شوال، كنت قد هداك الله من المخدرات والدخان والمفترات والخبائث فاتركها في شوال، عرفت المساجد في رمضان، يجب أن تستمر على صلاتك في المساجد في شوال، وكنت تنفق من مالك في رمضان يجب -أيضاً- أن تنفق من مالك في شوال، فقد تدربت على الأعمال الصالحة.
لكن الذي يؤلم القلب أن كثيراً من المسلمين إذا انتهى رمضان انتهت علاقتهم بالعمل الصالح، إذا انتهت آخر ليلة من رمضان تراهم يودعون فيها المساجد، وترون في ليلة العيد، في صلاة الفجر من يوم العيد، كم يصلي في المسجد الذي فيه عشرة صفوف؟ ترون فيه صفاً واحداً، أما الآخرون انتهى رمضان وانتهت العبادة، لا إله إلا الله! إن أصحاب العبادات الموسمية هؤلاء لا تنفعهم يوم القيامة؛ لأن الله عزوجل يطلب منا أن نعبده حتى نلقاه، يقول الله: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر:99] أي: الموت، وليس حتى يأتي شوال، والذي يعبد الله عزوجل يجب أن يعبده في كل وقت وحين، والذي يعبد رمضان، فرمضان شهر لا ينفع ولا يضر، وافرض -مثلاً- أنك عبدت الله في رمضان ثم تركت في شوال، ومت في شوال ماذا ينفعك رمضان؟ العبرة بالخواتيم -اللهم اجعل خير أعمالنا خواتمها.
فينبغي للمسلم أن يكون هكذا، أنك إذا صليت العشاء ثم انتقض وضوءك قبل السلام، فما حكم صلاتك؟ باطلة، وإذا صمت نهار رمضان وأفطرت قبل الغروب بدقيقة واحدة، فما حكم صيامك؟ باطل، وكذلك إذا عبدت الله ثم تركت قبل الموت، لا ينفع شيء من عمرك الأول.
فلا بد -أيها الإخوة- من الاستمرار في العمل الصالح، وهذا الإيحاء نعرفه من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان وأتبعه بستٍ من شوال كان كمن صام الدهر كله) وأحد السلف يقول: [بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان] ولا يعني هذا أن يكون الناس في شوال على مقدار العبادة في رمضان، لا.
فرمضان مميز بالصيام الدائم، مميز بالقيام الدائم، مميز بالإنفاق الكثير، لكن المستوى الأدنى في شوال حفظ الفرائض والرواتب في المساجد، المستوى الأدنى في شوال أن تصوم ثلاثة أيام، أو تصوم الست من شوال، المستوى الأدنى أن تتصدق ولو بخمسة ريالات يومياً من جيبك لإخوانك المجاهدين، أو الفقراء والمساكين، المستوى الأدنى أن تكون ذاكراً لله، أما المعاصي فالمستوى فيها أنك لا تعصِ الله لا في رمضان ولا في شوال، فإن الله يغضب إذا عصي في شوال كما يغضب إذا عصي في رمضان، والله حرم المعصية في كل زمان ومكان، وعلى أي أرض، وتحت أي سماء، يقول الله في الأثر الإلهي: (إني إذا أطعت رضيت، وإذا رضيت باركت، وليس لبركتي نهاية، وإني إذا عصيت غضبت، وإذا غضبت لعنت، ولعنتي تبلغ السابع من الولد).

هذه -أيها الإخوة- خمسة إيحاءات من رمضان: الإيحاء الأول: الطعام وبرنامج الغذاء الإسلامي.
الإيحاء الثاني: الغضب والتوتر.
الإيحاء الثالث: السهر.
الإيحاء الرابع: قراءة القرآن والدعوة إلى الله.
الإيحاء الخامس: الاستمرار والثبات بعد رمضان على الإيمان والعمل الصالح حتى يلقى العبد ربه.

فإذا أخذنا هذه المعاني من رمضان، وفهمناها على المراد الشرعي منه، أما إذا فهمنا أن رمضان هو شهر الأكل في الليل، والسهر والنوم في النهار، فلم نعرف رمضان وستمر علينا جميع الرمضانات، ونخرج منها مثلما دخلنا فيها، ولهذا يقول أحد السلف: علامة قبول رمضان أن تكون في شوال أحسن منك حالاً قبل رمضان.

أما الذي تنظر إليه وهو في شعبان وشوال سواء، معنى ذلك أنه لم يقبل منه رمضان، ما علامة قبول رمضان ونجاحك في رمضان؟ أن تكون في شوال إنساناً جديداً، تختلف عما كنت عليه في شعبان، أما إذا كنت في شعبان تغني وفي شوال تغني، في شعبان يزني، وفي شوال قد يزني، في شعبان يرابي وفي شوال -أيضاً- يرابي، في شعبان لا يصلي في المسجد، وفي شوال ترك الصلاة في المسجد، إذاً ما قيمة رمضان عند هذا؟ رمضان دخل وخرج وما زدت فيه إلا أن أكلت وسهرت ونمت ولعبت، وانتهى رمضان دون أن تحصل منه على المعاني التي شرعها الله، والتي قال الله فيها: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183].

أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام، وأن يعيننا وإياكم على الطاعة والعمل الصالح، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
.


رابعاً: قرارات ووقفات في رمضان.


من القرارات التي يتخذها المسلم في رمضان هي التوبة والرجوع إلى الله، ومحاولة جبر التقصير في غيره من الشهور، ويعتاد على الإستكثار من سائر العبادات، ومحاولة تدريب وتعويد وتأليف النفس على الصبر في طاعة الله والبعد عن معصيته سبحانه.
فمن كان لا ينتظم في صلاته فهي فرصة لبدء صفحة جديدة مع الخالق جل وعلا بالإنتظام في صلاته في رمضان ومن ثم في كل الأيام، وهي فرصة للتكثير من إخراج الصدقات، والزيادة من بحر عبادة بر الوالدين، والتعود على قراءة وتدبر القرآن الكريم....إلخ.

جاء في كتاب
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"


.

للإستزادة راجع كتاب: أنوار البيان في أحكام الصبام، تأليف حمد بن إبراهيم العثمان [من ص244 إلى ص256].. وكتاب: 40 درساً لمن أدرك رمضان، تأليف الدكتور عبدالملك قاسم [من ص157 إلى ص163].

.


خامساً: الصوم المقبول عند الله، وبيان صيام تارك الصلاة.

جاء في كتاب
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"
.

وجاء في كتاب
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"


.

وجاء في كتاب
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"


الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"


.


سادساً: مناجاة العبد لربه في صلاته.


يقول الدكتور/ محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم

أيها المؤمنون، إن من أجلِّ مقامات العبد شأنًا، وأرفعها حالًا، وأعظمها قدرًا - وقوفَه بين يدي ربه في صلاته، مقام عظيم مَن وعى قدره وفَّاه قدره، فكان له بذلك المقام عند الله سبحانه خيرُ المقام.
إن المصلي إذا قام في صلاته، فإنما يقابل الله جل وعلا وما ظنُّكم بمُقام يقابل العبدُ فيه ربَّه؟! قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا هذا، وفي يده عرجون ابن طاب، فرأى في قبلة المسجد نخامة فحكَّها بالعرجون، ثم أقبل علينا، فقال: «أيكم يحب أن يُعرض الله عنه؟»، قال: فخشعنا (أي: خفنا)، ثم قال: «أيكم يحب أن يعرض الله عنه؟»، قال: فخشعنا، ثم قال: «أيكم يحب أن يعرض الله عنه؟»، قلنا: لا أيُّنا يا رسول الله، قال: «فإن أحدكم إذا قام يصلي، فإن الله تبارك وتعالى قِبَل وجهه، فلا يبصقنَّ قِبل وجهه، ولا عن يمينه، وليبصق عن يساره، تحت رجله اليسرى"؛ رواه مسلم.
عباد الله، وكما أن مقام المصلي مقام مقابلةٍ لربه، فإنه مقام مناجاة عليٍّ مع مولاه السميع البصير؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن أحدكم إذا قام في صلاته، فإنما يناجي ربه، أو ربه بينه وبين قبلته"؛ رواه البخاري.
تلك المناجاة تحمل المصلي على استحضار قربه من ربه، واستشعاره نظرَ الله إليه، وسماعِه دعاءَه، وقربِ إجابته له، وخفضِه صوتَه في مناجاته؛ قال ابن رجب: "فمن استشعر هذا في صلاته، أوجب له ذلك حضور قلبه بين يدي ربه، وخشوعه له، وتأدُّبه في وقوفه بين يديه، فلا يلتفت إلى غيره بقلبه ولا ببدنه، ولا يعبث وهو واقف بين يديه، ولا يبصق أمامه، فيصير في عبادته في مقام الإحسان يعبد الله كأنه يراه"؛ قال البيهقي: "كان العلماء إذا قام أحدهم في الصلاة يهاب الرحمن أن يشد بصرَه، أو يلتفت، أو يعبث بشيء، أو يقلِّب الحصا، أو يحدث نفسه من شأن الدنيا إلا نسيًّا".
قال أبو هريرة رضي الله عنه: "إذا قام الرجل إلى الصلاة فإنه في مقام عظيم، واقف فيه على الله يناجيه، ويرضاه قائمًا بين يدي الرحمن، يسمع لقيله، ويرى عمله، ويعلم ما يوسوس به نفسه، فليقبل على الله بقلبه وجسده، ثم ليَرمِ ببصره قصد وجهه خاشعًا، أو ليخفضه، فهو أقل لسهوه، ولا يلتفت، ولا يحرك شيئًا بيده ولا برجليه ولا شيء من جوارحه حتى يفرغ من صلاته، وليُبْشرْ من فعل هذا، ولا قوة إلا بالله".
وذاك الشعور الإيماني العظيم سر من أسرار استلذاذهم بطول القيام؛ يقول مسلم بن يسار: "ما تلذذ المتلذذون بمثل الخلوة بمناجاة الله عز وجل"؛ قال بكر بن عبدالله المزني: "من مثلك يا بن آدم؟! خُلِّي بينك وبين الماء والمحراب، متى شئت دخلتَ على ربك، ليس بينك وبينه حجاب ولا ترجمان".
ولأولئك الأخيار مع طول القيام عظيم إخبار، قالت ابنةٌ لجارِ منصورِ بن المعتمر: "يا أبت، أين الخشبة التي كانت في سطح منصور قائمة؟ قال: يا بنية، ذاك منصور كان يقوم الليل، وكان العنبس بن عقبة إذا قام في الصلاة كأنه جذم (أي: أصل) حائط، وكان إذا سجد وقعت العصافير على ظهره من طول سجوده، وقال محمد بن المنكدر: "لو رأيتَ ابن الزبير يصلي، كأنه غصن شجرة يصفقها الريح وحجر المنجنيق يقع ها هنا وها هنا"، وكان عطاء بن رباح بعدما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة، فيقرأ مائتي آية من البقرة وهو قائم ما يزول منه شيء، ولا يتحرك، وكان مسلم بن يسار إذا صلى كأنه وتد لا يقول هكذا ولا هكذا.
أيها المسلمون، وقوف المصلي في مصلاه إيذانٌ برحمة عظيمة من أرحم الراحمين، تستقبله وتغشاه إن هو شرع في صلاته وكان مقبلًا عليها بقلبه ووجهه؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا قام أحدكم في الصلاة فلا يمسح الحصى، فإن الرحمة تواجهه»؛ رواه أبو داود وصحَّحه ابن حجر، وفي ذلك الموقف العظيم تتنزل من الله سبحانه على عبده بشائر وذخائر؛ فذاك لعمر الله أرجى ما يكون حصولها وإن جلَّت، فقد كان ذلك الموقف موطنَ تبشير الملائكة زكريا عليه السلام بالغلام النبي الزكي مع عتوِّ السنِّ وعقم الزوج: ﴿ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [آل عمران: 39].
قال ثابت البناني: "الصلاة خدمة الله في الأرض، ولو علم الله شيئًا في الأرض أفضل من الصلاة ما قال: ﴿ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ ﴾، وطول القيام في الصلاة من أعظم ما يكون به شكرُ النعم وأداءُ زكاة الاصطفاء الرباني؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [آل عمران: 42، 43].
قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: «أفلا أحب أن أكون عبدًا شكورًا؟!»؛ رواه البخاري ومسلم، وما ذاك إلا أن الصلاة خير الأعمال، وخير تلك الصلاة طول القيام فيها؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصلاة طول القنوت»؛ رواه مسلم، والقنوت هو القيام باتفاق العلماء كما قال النووي.
.
.


سابعاً: وجوب الصلاة والمواظبة عليها في المسيحية.


يقول نيافة الحبر الأنبا متاؤس الأسقف العام في كتابه

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

.

36- فائدة الصلاة حسب نظام معين موضوع
 
إذا لم يكن لنا نظام معين أو قانون منتظم في صلواتنا وتركنا لأنفسنا الحرية لنصلى متى أحسسنا بالرغبة في الصلاة، فإن هذا يمثل خطرًا كبيرًا على حياتنا الروحية وينتهي غالبا إلى الإهمال الكلى للصلاة, حيث أن الصلاة من أصعب الممارسات الروحية على الجسد الذي يميل دائما إلى الراحة أو الانشغال بالأمور المادية التي تناسب طبيعته، لذلك لما سئل القديس أغاثون "أي فضيلة أعظم في الجهاد؟" أجاب "ليس جهاد أعظم من أن نصلى دائما لله، لان الإنسان إذا أراد أن يصلى كل حين حاول الشياطين أن يمنعوه, لأنهم يعلمون بأن لا شيء يبطل قوتهم سوى الصلاة أمام الله. كل جهاد يبذله الإنسان في الحياة ويتعب فيه لابد أن يحصد منه الراحة أخيرًا إلا الصلاة، فإن من يصلى يحتاج دائمًا إلى جهاد حتى آخر نسمة" (عن بستان الرهبان).

لذلك أجمع الآباء القديسون على وجوب الالتزام بقانون منظم لأنهم رأوا أن هذا الأمر يناسب الجميع ولاسيما المبتدئين في حياتهم الروحية حتى يتعودوا على النظام في صلواتهم مما يساعدهم في حياتهم الروحية عمومًا، ويقول القديس جيروم "يجب أن نعين أوقاتًا للصلاة حتى إذا حدث وانشغلنا بأي عمل فإن الوقت نفسه يذكرنا بواجبنا".

ومن ذلك نستنتج أن ارتباطنا بقانون محدد للصلاة هو عون لنا، فأكثرنا يحتاج إلى نوع من الدافع أو المشجع للصلاة، وهذا ما يحققه هذا النظام ويجعلنا ننتظم في تأدية واجباتنا الروحية وإلا أصبحنا مهملين وكاسرين للقانون الروحي الموضوع لنا من آبائنا الروحيين وهذا يعتبر خطية يجب التوبة عنها والاعتراف بها "لأن مَنْ يعرف أن يعمل حسنا ولا يعمل فذلك خطية له" (يع 4:17)، والصلاة هي حسنة الحسنات التي يجب أن نهتم بها ونعملها بكل اجتهاد ونشاط.

أن أكثر ما يهم الله هو أن تتحرك إرادتنا نحوه ونسعى للاقتراب إليه والالتصاق به باستمرار، واتخاذنا قاعدة محددة أو نظام معين للصلاة نرتبط به ونعمل جهدنا للالتزام به هو في حد ذاته تصميم على الصلاة والتحدث إلى الله بانتظام بغض النظر عن الحالة الروحية التي نكون عليها، وقانون الصلاة هو بمثابة عهد لاستمرار الإنسان في الصلاة وأن يكون أمينا إلى الموت رغم كل الظروف والمعوقات، وواضح أن ربط أنفسنا بهذا القانون هو بمثابة عمل من أعمال الإرادة البعيدة الأثر، وهو أفضل من ترك أنفسنا نصلى حينما نشعر بتأثير عارض، لأنه مهما يكن هذا التأثير قويا في حينه فإنه سيضعف ويزول بعد فترة دون أن يترك أثرا.

أن الرب يسوع المسيح ركز كثيرًا في وصاياه على وجوب الصلاة والمواظبة عليها باستمرار مثل قوله "اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة" (مت 26: 41)

ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل (لو 18: 10) كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه (مت 21: 22) ووصايا معلمنا بولس الرسول "حارين في الروح. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى). عابدين الرب... مواظبين على الصلاة ( رو 12: 11، 12) فيها بالشكر" (كو 4 : 2). وغير هذا كثير.

فإن أصابت الإنسان حالة فتور أو جفاف روحي وضاعت منه كل أهداف الصلاة يكفيه أن يحتفظ بهذا وهو أنه يصلى لأن الرب أوصى بالصلاة وكرر هذه الوصية كثيرًا وركز عليها، وهو يصلى كابن مطيع لوصية أبيه السماوي، وبذلك يحتفظ بقانونه في الصلاة ولا يتخلى عنه مهما كانت الظروف، والله الطيب المحب يعطيه ما يشاء من تعزيات وزيارات النعمة في الوقت الذي يريده وبالطريقة التي يختارها حينما يراه أمينا في صلواته وجهاده، دون أن يجعل المصلى هذه التعزيات وزيارات النعمة هي هدف صلواته ومركزها لأن ملكوت الله لا يأتي بمراقبة (لو 17: 20) "ولأنه ليس بكيل يعطى الله الروح" (يو 3: 34 ).
رابط المصدر (اضغط هنا).
.

وجاء في كتاب
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"


.




ثامناً: هدية لأندرو حبيب وأمثاله... بيان تحريف نص الصلاة الربانية، ثم الإضافة على الصلاة الربانية (المحرَّفة) في القداسات للتأكيد على شركهم بالله عز وجل!


رأفة بحالك أيها التافه لن أتكلم عن المخطوطات ولا عن النسخ النقدية، ولن أنقل كلام علماء النقد النصي أمثال بروس متزجر وكورت ألاند وبارت إيرمان وغيرهما، فهناك كوارث اعترفوا بها عن تحريف الصلاة الربانية بصفة خاصة وتحريف كتابك المقدس بصفة عامة... ولكن تأكد أني بفضل الله في جعبتي الكثير والكثير.


للمتابع الكريم أن يطلب مراجع أكثر توسعاً من خلال التعليقات، وأنا تحت أمره طبعاً.

.

انجيل متى الإصحاح 6
9 «فصلوا انتم هكذا: ابانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك. 10 ليات ملكوتك. لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض. 11 خبزنا كفافنا اعطنا اليوم. 12 واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن ايضا للمذنبين الينا. 13 ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير. لان لك الملك والقوة والمجد الى الابد. امين.

انجيل لوقا الإصحاح 11
2 فقال لهم: «متى صليتم فقولوا: ابانا الذي في السماوات ليتقدس اسمك ليات ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض. 3 خبزنا كفافنا اعطنا كل يوم 4 واغفر لنا خطايانا لاننا نحن ايضا نغفر لكل من يذنب الينا ولا تدخلنا في تجربة لكن نجنا من الشرير».
.


وإذا رجعنا إلى باقي الترجمات لنص انجيل متى (العدد 13)، ونص انجيل لوقا (العدد 4)
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"
.

فأي الترجمات هي الصحيحة يا أندرو؟!

طيب والترجمات التي أضافت جزئية (لكن نجنا من الشرير) لماذا أضافتها؟ وعلى أي أساس اعتمدت أصلاً!!
.



ثم تتحفنا "الترجمة العربية المشتركة للكتاب المقدس" في هامش ص1571
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"
.


النساخ دول طول عمرهم ولاد حلال قوي!

وللعلم: هذه الترجمة هيَ أول ترجمة عربية وضعتها لجنة مؤلفة من علماء كتابيين ولاهوتيين ينتمون إلى مختلف الكنائس المسيحية من كاثوليكية وأرثوذكسية وإنجيلية.. في هذه الترجمة استندت اللجنة إلى أفضل النصوص المطبوعة للكتاب المقدَّس في اللغتين: العبرية واليونانية.. للمصدر (اضغط هنا).
.


ويقول العلامة أوريجانوس في كتابه
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

.

طيب وهل اكتفت الكنيسة بذلك أم زادت الطينة بلة!

لو راجعنا كتاب (الخولاجي المقدس)، وهو كتاب القداسات والصلوات للكنيسة القبطية الأرثوذكسية سنجدها أضافت عبارة (بالمسيح يسوع ربنا)!!

صحيح إللي اختشوا ماتوا!

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

.

ثم يأتي الدور على البابا شنودة الثالث ليتحفنا ويعترف بالإضافة!

جاء في كتاب
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

لا يهمنا تعليلك يا شنودة، ما يهمنا هو أنكم قمتم بالإضافة بالفعل، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
.

وجاء في كتاب
الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب - الرد على الحلقة الخامسة بعنوان "ياللا نصلي"
.

جناب القمص يوسف أسعد يقول أن الكنيسة [أدخلت] عبارة (بالمسيح يسوع ربنا) على الصلاة الربانية بس، ولم تدخلها في الكتاب المقدس نفسه... يا سيدي على الإيمان والتقوى!!

بالله عليك متابعي الكريم، هل هؤلاء لهم عين يتكلموا أصلاً!... أنا لو مكانكم أيها الأغبياء أتكسف أقول اني مسيحي!!

إللي بيته من زجاج ميحدفش الناس بالطوب، ودينكم أيها البغال أوهن من خيوط العنكبوت!

كفاية عليك كدا يا أندرو... شرَّفت ونوَّرت.



أعتذر لمتابعي الكريم على الإطالة، ولكني حاولت الإختصار قدر الإمكان!
.



يتبع مع الحلقة السادسة بإذن الله

تعليقات

التنقل السريع