القائمة الرئيسية

الصفحات

الرد على الحلقة العاشرة بعنوان "اللهم إني صائم"

بسم الله الرحمن الرحيم

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب


الرد على الحلقة العاشرة بعنوان "اللهم إني صائم"



كعادة أندرو حبيب لا يُجيد إلا (الردح)، ولكننا رجال لا نستعمل هذه الأساليب القذرة، بل عندما نتساءل عن شيء في المسيحية نطرحه بشكل مباشر وبدون أي استهزاء أو سخرية.

يُتحفنا المسيحي في هذه الحلقة بأن المسلم في نهار رمضان يكون مخنوق (على حد تعبيره) ومش طايق حد...إلخ!


وهل يا سادة يقرر الإسلام ذلك أصلاً؟! وهل هذا الصيام على مراد الله؟!


ويستكمل كلامه بأن الصيام الحقيقي يجعل الإنسان يتعامل بحب ووداعة مع الآخرين...إلخ.

وكلامه هذا حق ولكن يُراد به باطل، فالصيام الحقيقي في الإسلام له ضوابط معينة يأثم من يخالفها، وأمره موكولٌ إلى ربه سبحانه وتعالى.

.



جاء في «الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة» (ص243-246):


«‌‌المبحث السادس عشر: محرمات الصيام

‌‌المحرَّم: هو ما يستحق العقاب فاعله، ويُثاب تاركُه»

يجتنب الصائم جميع ما حرَّمَ الله تعالى في كل حال: فلا يتم التقرب إلى الله تعالى بترك الشهوات: من الطعام والشراب، وسائر المفطرات المباحة في غير حالة الصيام إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرمه في كل حال: من الكذب، والظلم، والعدوان على الناس في: دمائهم، وأموالهم وأعراضهم، وترك اللغو، والرفث، وقول كل باطلٍ؛ ولهذا جاء في الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغوِ والرَّفث (1)، فإن سابَّك أحدٌ أو جهل عليك، فلتقل: إني صائم، إني صائم)) (2).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((رُبَّ صائمٍ حظّه من صيامه الجوع والعطش، ورُبَّ قائمٍ حظّه من قيامه السهر))، وهذا لفظ ابن خزيمة، ولفظ الإمام أحمد: ((كم من صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع، وكم قائمٍ ليس له من قيامه إلا السهر)) (3).
وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - يرفعه: (( … وإذا كان يوم صوم
أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب (4)؛ فإن سابَّه أحد
‌‌_________
(1) الرفث: الكلام الفاحش، وهو يطلق على هذا وعلى الجماع، وعلى مقدماته، وعلى ذكره من النساء، أو مطلقاً: أي ذكره مع النساء وغيرهن. [فتح الباري لابن حجر، 4/ 104].
(2) ابن خزيمة، كتاب الصيام، باب النهي عن اللغو في الصيام، والدليل عن الإمساك عن اللغو والرفث من تمام الصوم، برقم 1996، 3/ 242،والحاكم،1/ 430،وصححه على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، وقال الألباني في تعليقه على صحيح ابن خزيمة، 3/ 242: ((إسناده صحيح)).
(3) ابن خزيمة، في كتاب الصيام، باب نفي ثواب الصوم عن الممسك عن الطعام والشراب مع ارتكابه ما زجر عنه غير الأكل والشرب، برقم 1997، وأحمد، 2/ 441، وابن ماجه، 1/ 431، وحسنه العراقي في الإحياء، 5/ 199،وقال الألباني في تعليقه على صحيح ابن خزيمة،3/ 242: ((إسناده صحيح))، وقال في صحيح سنن ابن ماجه، 2/ 71: ((حسن صحيح))، وله شاهد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما الطبراني في الكبير، 12/ 382.
(4) ولا يصخب: الصخب والسخب: الخصام، والصياح، والمراد بالنهي هنا: تأكيده حالة الصوم، وإلا فغير الصائم منهي عن ذلك أيضاً: فتح الباري لابن حجر، 4/ 118.
.

أو قاتله (1) فليقل: إني امرُؤٌ صائم … )) (2).
قال بعض السلف: ((أهون الصيام: ترك الطعام، والشراب)) (3)،وقال جابر - رضي الله عنه -: ((إذا صمت فليصم سمعك، وبصرك، ولسانك، عن الكذب، والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء)) (4)، وقد أحسن القائل حين قال:

إذا لم يكن في السمع مني تصاونٌ
وفي بصري غضٌّ وفي منطقي صَمتُ
فحظِّي إذاً من صومي الجوعُ والظمأ
فإن قلت إني صمت يومي فما صمتُ (5)

قال ابن رجب رحمه الله: ((وسرُّ هذا أن التقرّب إلى الله تعالى بترك
‌‌_________
(1) سابّه أحد: أي شتمه، أو قاتله: أي تهيأ لقتاله؛ فإنه إذا قال: إني صائم أمكن أن يكفّ عنه، فإن أصرّ دفعه بالأخف، كالصائل، فتح الباري، لابن حجر، 4/ 105.
(2) متفق عليه: البخاري، برقم 1894، ورقم، 1904، ومسلم، برقم 1151، وتقدم تخريجه في فضائل الصيام.
(3) لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف، لابن رجب، ص292.
(4) المرجع السابق، ص292.
(5) لطائف المعارف؛ لابن رجب، ص292.
.

المباحات لايكمل إلا بعد التقرب إليه بترك المحرمات، فمن ارتكب المحرّمات ثم تقرّب بترك المباحات كان بمثابة من يترك الفرائض ويتقرّب بالنوافل، وإن كان صومه مجزئاً عند الجمهور بحيث لايؤمر بإعادته؛ لأن العمل إنما يبطل بارتكاب ما نهي عنه فيه لخصوصه دون ارتكاب ما نُهي عنه لغير معنى يختص به، هذا هو أصلُ جمهور العلماء)) (1).
‌‌_________
(1) المرجع السابق، ص 292.
.


وجاء في كتاب سلوكيات مرفوضة في شهر رمضان والعيدين - الشيخ عبد الله السَّحْـت ص97،96


إن الصائم الذي لا يحسن خلقه في نهار رمضان , وفى ليله , ليس بصائم , ولا يعرف أثراً للصوم في نفسه , قال الله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ (2) , والتقوى : الخوف من الجليل , والعمل بالتنزيل , والرضا بالقليل , والاستعداد ليوم الرحيل , كما قال بذلك علي بن أبى طالب- رضي الله عنه .
وهي : أن يراك الله حيث أمرك , وان يفتقدك حيث نهاك .
ولن يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع مالا بأس به حذراً مما به البأس !!
إن الصائم المنفلت اللسان , القوَّال للزور , والشاهد بالبهتان , والذي لا يتورع عن ألفاظ الخنا , والكذب والمراء , واللغو , والرفث , والصخب , والسبّ , والشتم , ونحو ذلك , ليس بصائم , ولم يعش رمضان , ولم يحياه في نفسه وجوارحه , بل صامه ببطنه , وأفطره بلسانه وجنانه , قال -صلى الله عليه وسلم: ( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) (3) .
وفي الطبراني : ( من لم يدع الخنا والكذب فلا حاجة لله أن يدع طعامه وشرابه ) ، وقال -صلى الله عليه وسلم: ( ليس الصيام من الأكل والشرب , وإنما الصيام من اللغو والرفث , فإن سابَّكَ أحدٌ , أو جَهِلَ عليك فقل : إني صائم , إني صائم ) (4).
_________
(2) البقرة / 183 .
(3) رواه البخاري,وأبو داود,والترمذي,والنسائي.
(4) رواه ابن خزيمة,وابن حبان,والحاكم,وقال : صحيح على شرط مسلم.
.

وقال -صلى الله عليه وسلم: ( رُبَّ صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع , ورُبَّ قائمٍ ليس له من قيامه إلا السَّهَر ) (1) .
فاحذر يا أخي !! أن تكون أحد هؤلاء , واستغفر لذنبك , فإن الله غفور رحيم , وتب إلى الله تعالى سريعاً , ولا تؤجل إلى الغد , فإنك لا تدرى متى أجلك , هدانا الله وإياك سواء السبيل , ولا تنسى إخوانك في فلسطين وليكن لهم من دعائك نصيب , ومن إحسانك نصيب .
_________
(1) رواه النسائي,وابن خزيمة,وابن ماجة,واللفظ له .
.


ويقول الدكتور أحمد فريد في "مجالس رمضان" ج11 ص5



.



وجاء في كتاب





تعليقات

التنقل السريع