القائمة الرئيسية

الصفحات

الرد على زكريا بطرس | "بيان أحاديث غيرة السيدة عائشة"

بسم الله الرحمن الرحيم

الرد على زكريا بطرس | "بيان أحاديث غيرة السيدة عائشة رضي الله عنها"


الرد على زكريا بطرس وأمثاله | بيان أحاديث غيرة السيدة عائشة رضي الله عنها

لقد وجدت المسيحي المريض الذي يُلقي الشبهات قد وضع أكثر من رواية تتكلم حول نقطة "غيرة السيدة عائشة رضي الله عنها"، فقمت بجمع الروايات في موضوع واحد، هذا بالإضافة إلى موضوعنا السابق [الرد على زكريا بطرس | عائشة تغار من خديجة و تقول أنها عجوز و حمراء الشدقين و تقول أنها أفضل منها].
.


بس يا جدعان أمكم عيشة غارت و كسرت الصحون


‏أخبرنا ‏ ‏محمد بن المثنى ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏خالد ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏حميد ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏أنس ‏ ‏قال ‏كان النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عند إحدى أمهات المؤمنين فأرسلت أخرى بقصعة فيها طعام فضربت يد الرسول فسقطت القصعة فانكسرت فأخذ النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏الكسرتين فضم إحداهما إلى الأخرى فجعل يجمع فيها الطعام ويقول ‏غارت أمكم كلوا فأكلوا فأمسك حتى جاءت بقصعتها التي في بيتها فدفع القصعة الصحيحة إلى الرسول وترك المكسورة في بيت التي كسرتها

سنن النسائي .. كتاب عشرة النساء .. باب الغيرة
.

عائشة تغار من أم سلمى و تكسر الصحون


‏أخبرنا ‏ ‏الربيع بن سليمان ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏أسد بن موسى ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏حماد بن سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏ثابت ‏ ‏عن ‏ ‏أبي المتوكل ‏ ‏عن ‏ ‏أم سلمة ‏
‏أنها ‏ ‏يعني أتت بطعام في صحفة لها إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وأصحابه فجاءت ‏ ‏عائشة ‏ ‏متزرة بكساء ومعها ‏ ‏فهر ‏ ‏ففلقت به الصحفة فجمع النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بين ‏ ‏فلقتي ‏ ‏الصحفة ويقول ‏ ‏كلوا غارت أمكم مرتين ثم أخذ رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏صحفة ‏ ‏عائشة ‏ ‏فبعث بها إلى ‏ ‏أم سلمة ‏ ‏وأعطى صحفة ‏ ‏أم سلمة ‏ ‏عائشة

سنن النسائي .. كتاب عشرة النساء .. باب الغيرة
.

عائشة تغار من صفية و تكسر الصحون و النبي يغضب


‏حدثنا ‏ ‏سريج بن النعمان ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏عبد الواحد ‏ ‏عن ‏ ‏أفلت بن خليفة ‏ ‏قال ‏ ‏أبي ‏ ‏سفيان ‏ ‏يقول ‏ ‏فليت ‏ ‏عن ‏ ‏جسرة بنت دجاجة ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏بعثت ‏ ‏صفية ‏ ‏إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بطعام قد صنعته له وهو عندي فلما رأيت ‏ ‏الجارية ‏ ‏أخذتني رعدة حتى استقلني أفكل فضربت ‏ ‏القصعة ‏ ‏فرميت بها قالت فنظر إلي رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فعرفت الغضب في وجهه فقلت أعوذ برسول الله أن يلعنني اليوم قالت قال أولى قالت قلت وما كفارته يا رسول الله قال ‏ ‏طعام كطعامها وإناء كإنائها

مسند أحمد .. باقي مسند الأنصار .. باقي المسند السابق
.

عائشة تضرب القصعة و تكسرها


‏حدثنا ‏ ‏محمود بن غيلان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو داود الحفري ‏ ‏عن ‏ ‏سفيان الثوري ‏ ‏عن ‏ ‏حميد ‏ ‏عن ‏ ‏أنس ‏ ‏قال ‏أهدت بعض أزواج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏طعاما في ‏ ‏قصعة ‏ ‏فضربت ‏ ‏عائشة ‏ ‏القصعة ‏ ‏بيدها فألقت ما فيها فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏طعام بطعام وإناء بإناء ‏
‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن صحيح

سنن الترمذي .. كتاب الأحكام عن رسول الله .. باب ما جاء فيمن يكسر له الشئ ما يحكم له من مال الكاسر
.


.

جاء في «دروس للشيخ محمد المنجد» (291/ 13):

«‌‌الغيرة وعلاج النبي صلى الله عليه وسلم لها

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتني في ظل ما يعتني به علاج الغيرة، والغيرة أمر طبعي عند النساء، والغيرة هي: الحمية والأنفة، أمر معلوم ومشاهد، ومعروف ومنتشر، فإن من طبيعة النساء الغيرة صحيح أن التي تغار أو عندها هذه الغيرة الشديدة يحتمل منها ما لا يحتمل من غيرها من النساء اللاتي ليس عندهن هذه الغيرة، لكن لا بد من موقف، وقد كانت تربيته صلى الله عليه وسلم لزوجاته في قضية الغيرة تربية عظيمة، تدل على حكمته صلى الله عليه وسلم، وعلاجه للأمور بالرفق والتأني.
هذه المرأة التي خلقت من ضلع أعوج، إن جئت تقيمه كسرته وكسرها طلاقها، فعن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عند إحدى أمهات المؤمنين، فأرسلت إليه أخرى بقصعة فيها طعام، قيل إنها صفية وكان طبخها جيد للغاية، فأرسلت بصحفة من طعام إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم وكان عند عائشة، فضربت عائشة يد الرسول الذي أتى بها وهي الجارية التي أتت بالصحن، ضربت يدها فسقطت القصعة فانكسرت من غيرتها، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكسرتين بغاية الهدوء فضم إحداهما إلى الأخرى، فجعل يجمع فيها الطعام الذي انسكب على الأرض، أو ألقي على الأرض، جمعه في الصحفة، بعد أن لم الكسرتين بعضهما إلى بعض، ويقول عليه الصلاة والسلام لمن معه: (غارت أمكم، كلوا).
هذا تعليقه صلى الله عليه وسلم، أمكم أم المؤمنين غارت فكلوا، فأمرها حتى جاءت بقصعتها مكان التي كسرت، فدفع القصعة الصحيحة إلى الرسول -الجارية الصغيرة التي جاءت- وترك المكسورة في بيت التي كسرتها، غاية العدل والهدوء والاتزان منه صلى الله عليه وسلم في علاج هذا الأمر.
وفي رواية عن أم سلمة أنها أتت بطعام في صحفة لها إلى النبي صلى عليه وسلم وأصحابه، فجاءت عائشة مؤتزرة بكساءٍ ومعها فهر -وهو حجر ملء الكف- ففلقت به الصحفة، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتي الصحفة وهو يقول: (كلوا غارت أمكم) مرتين.
وعن عائشة في رواية قالت: ما رأيت صانعة طعام مثل صفية، أهدت إلى النبي صلى الله عليه وسلم إناءً فيه طعام، فما ملكت نفسي أن كسرته، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن كفارته -ندمت ورجعت- فقال: (إناء كإناء وطعام كطعام) أن تردي لها إناءً كإنائها وطعاماً كطعامها، كالطعام الذي أفسدتيه».
.


وجاء في «شرح بلوغ المرام لعطية سالم» (147/ 8):

«‌‌تهذيب غريزة الغضب

يا إخوان! هل العالم كله معصوم من قول الزور أو العمل به أو الجهل؟ قد يأتي إنسان يمتحن الإنسان -كما يقولون- ويغضب عليه ويصيح، هذه جهالة، ولكن هل أحد يسلم من هذه؟ الرسول لما قال للرجل: (لا تغضب) هل معنى ذلك: أن تخلص من غريزة الغضب؟ لا يمكن، من تخلص من غريزة الغضب فلا خير فيه؛ لأن غريزة الغضب تحمي الإسلام؛ لأن من لا غضب عنده ولا غيرة يرى المنكر أمامه ولا يحس به ولا يتغير له، فإذا كانت الغيرة والغضب والحمية موجودة فإنه لحميته ولغضبه ولغريزته تلك يتحرك، حمزة رضي الله تعالى عنه أول إسلامه حمية لرسول الله، قالت له المرأة: انظر ماذا فعل فلان مع ابن أخيك! قالت: رأيت أبا جهل يسب ابن أخيك، وكان آت من القنص بأداة الصيد، فذهب إلى الكعبة ووجد أبا جهل في نادي القوم، فضربه بالقوس على رأسه فشجه، وقال: أتسب محمداً وأنا على دينه؟ منذ متى كنت على دينه؟ الآن فقط، فهذه حمية وغيرة حركته إلى الخير.
وهكذا من فقد الغيرة وفقد غريزة الغضب فلا خير فيه، فهو ميت، لكن لا ينبغي التجاوز في ذلك؛ لأن التجاوز يأتي بضد النتيجة، يغضب لأقل شيء، يثور لأقل شيء، تأتيه الحمية لأبسط الأشياء لا، يجب أن يكون مع الاعتدال والوسطية، وكذلك المرأة إذا تسلطت عليها الغيرة من ضرتها أفسدت حياتها وحياة زوجها، لكن إذا كانت بقدر، وكانت بأمر في حدود الجبلة، فلا بأس، الرسول صلى الله عليه وسلم لما جاءته قصعة الطعام من عند حفصة في بيت عائشة، وعائشة تعرف بأن حفصة كانت تحسن الطهي، فلما جاء الجارية بالقصعة ضربتها بيدها فسقطت القصعة فانكسرت، وتبسم صلى الله عليه وسلم وقال: (غارت أمكم) .
فهذه غيرة، لكن ما تجاوزت حدها، صبت غضبها على القصعة، وما لمست حفصة بشيء، ولا لمست جانباً آخر بشيء، ولكن موضوع الغيرة هو القصعة، فجمع الطعام وأخذ قصعة من بيت عائشة وقال: (قصعة بقصعة) .
وتدارك المسألة.
إذاً: الجهالة لا ينبغي أن تتجاوز حدها، ولا ينبغي أيضاً أن تُطفأ وتُخبأ نارها؛ لأن الإنسان إذا فقد الحمية والغضب يكون فاقد الدفاع أو فاقد الإحساس.
إلخ».
.


أخرج النسائي في "سننه" (3955) ، من طريق حميد قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ قَالَ:" كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَأَرْسَلَتْ أُخْرَى بِقَصْعَةٍ فِيهَا طَعَامٌ ، فَضَرَبَتْ يَدَ الرَّسُولِ ، فَسَقَطَتِ الْقَصْعَةُ ، فَانْكَسَرَتْ ، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكِسْرَتَيْنِ فَضَمَّ إِحْدَاهُمَا إِلَى الْأُخْرَى ، فَجَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ ، وَيَقُولُ: غَارَتْ أُمُّكُمْ كُلُوا فَأَكَلُوا ، فَأَمْسَكَ حَتَّى جَاءَتْ بِقَصْعَتِهَا الَّتِي فِي بَيْتِهَا ، فَدَفَعَ الْقَصْعَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الرَّسُولِ ، وَتَرَكَ الْمَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْهَا ".

لم تضرب عائشة رضي الله عنها يد النبي صلى الله عليه وسلم، والفهم الخاطئ هنا نشأ من قول أنس في هذه الرواية :" فضربت يد الرسول " .

والرسول هنا ليس المقصود بها النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما الرسول بمعنى المُرسَل ، وهو الخادم أو الخادمة الذي "أُرسل" معه الطعام ، ليوصله إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

ويدل على ذلك أن الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" (5225) ، من طريق حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ بَعْضِ نِسَائِهِ ، فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامٌ ، فَضَرَبَتِ الَّتِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهَا يَدَ الخَادِمِ ، فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ ، فَجَمَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِلَقَ الصَّحْفَةِ ، ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ ، وَيَقُولُ: غَارَتْ أُمُّكُمْ ، ثُمَّ حَبَسَ الخَادِمَ حَتَّى أُتِيَ بِصَحْفَةٍ مِنْ عِنْدِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا ، فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا ، وَأَمْسَكَ المَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَتْ ".

أن ما فعلته عائشة رضي الله عنها من ضربها الصحفة من يد الخادم ، لم يعنفها عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، بل التمس لها العذر فقال : غارت أمكم . أي حملها على ذلك الغيرة ، وهذا من رحمته ورأفته صلى الله عليه وسلم .

قال الطيبي في "شرح المشكاة" (7/2188) :" الخطاب بقوله: ( غارت أمكم ) عام لكل من سمع بهذه القضية من المؤمنين ؛ اعتذاراً منه صلى الله عليه وسلم ، لئلا يحملوا صنيعها علي ما يذم ، بل يجري علي عادة الضرائر من الغيرة ؛ فإنها مركبة في نفس البشر بحيث لا تقدر أن تدفعها عن نفسها "انتهى .

وقال ابن حجر في "فتح الباري" (9/325) :" فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى عَدَمِ مُؤَاخَذَةِ الْغَيْرَاءَ بِمَا يَصْدُرُ مِنْهَا، لِأَنَّهَا فِي تِلْكَ الْحَالَةِ يَكُونُ عَقْلُهَا مَحْجُوبًا بِشِدَّةِ الْغَضَبِ الَّذِي أَثَارَتْهُ الْغَيْرَةُ ، وَقَدْ أَخْرَجَ أَبُو يَعْلَى بِسَنَدٍ لَا بَأْسَ بِهِ عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا :" أَنَّ الْغَيْرَاءَ لَا تُبْصِرُ أَسْفَلَ الْوَادِي مِنْ أَعْلَاهُ قَالَهُ فِي قصَّة " انتهى .

وبالجملة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان قدره ومحبته في قلوب زوجاته لا حد له ، وكانت غيرتهن عليه ليس كغيرة أحد على أحد .

كما في الحديث الذي رواه مسلم في "صحيحه" (2815) ، من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها :" أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلًا ، قَالَتْ: فَغِرْتُ عَلَيْهِ ، فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ ، فَقَالَ: مَا لَكِ؟ يَا عَائِشَةُ أَغِرْتِ؟ فَقُلْتُ: وَمَا لِي لَا يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ؟ ".

المصدر.

.


ويقول الدكتور/ محمد علي الغامدي - عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بجدة

لقد أمر الله تعالى بأن يُعاشر النساء بالمعروف فقال جل ذكره: (وعاشروهن بالمعروف)، والمعروف كلمة جامعة لكل فعل وقول وخلق نبيل يقول الحافظ بن كثير رحمه الله في التفسير: أي طيبوا أقوالكم لهن وحسنوا أفعالكم وهيئاتكم بحسب قدرتكم كما تحب ذلك منها فافعل أنت بها مثله كما قال تعالى: ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)، وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جميل العشرة دائم البشر يداعب أهله ويتلطف بهم ويوسعهم نفقته ويضاحك نساءه''.

لقد كان عليه الصلاة والسلام القدوة الحسنة لأمته، والنموذج البشري الكامل قال جلّ ذكره: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)، والحديث عن هديه عليه الصلاة والسلام مع النساء حديث طويل متشعب ولا غرو فقد أوضح لأمته: (أنهن شقائق الرجال)، ولعلي أقصر حديثي عن هديه الشريف مع نسائه، أو بعبارة أخرى: كيف عاش عليه الصلاة والسلام زوجا؟ وكيف تعامل مع نسائه؟ وكيف راعى نفسياتهن؟ وماهي وصاياه وإرشاداته للرجال بضرورة رعاية حقهن زوجات، وأمهات لأولادهم؟ وحسبي أن أسوق بعض الأحاديث دون شرح أو تعليق فهي كافية في إيضاح المراد مكتفيا بالإشارة إلى بعض ماتدل عليه تلك الأحاديث الشريفة:

* فقد أوصى بهن خيرا في نصوص كثيرة: منها حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اللهم إني أحرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة)، وحديث أبي ذر عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن المرأة خلقت من ضلع فإن أقمتها كسرتها فدارها تعش بها). وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خيارهم لنسائهم) وفي لفظ (وألطفهم بأهله).

وعن بهز قال حدثني أبي عن جدي قال قلت يا رسول الله نساؤنا ما نأتي منها و ما ندع؟ قال: حرثك أنى شئت غير أن لا تقبح الوجه ولا تضرب وأطعمها إذا طعمت واكسها إذا اكتسيت ولا تهجرها إلا في بيتها كيف وقد أفضى بعضكم إلى بعض إلا بما حل عليها

* وخوّف ورهّب من تزوج بأكثر من واحدة ثم لم يعدل بينهن: عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان له امرأتان يميل لإحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة أحد شقيه مائل).

* وأرشد بفعاله ومقاله إلى أهمية مراعاة ما طبعن عليه من الغيرة: عن أنس قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم عند إحدى أمهات المؤمنين فأرسلت أخرى بقصعة فيها طعام فضربت يد الرسول فسقطت القصعة فانكسرت فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الكسرتين فضم إحداهما إلى الأخرى فجعل يجمع فيها الطعام ويقول غارت أمكم كلوا فأكلوا فأمر حتى جاءت بقصعتها التي في بيتها فدفع القصعة الصحيحة إلى الرسول وترك المكسورة في بيت التي كسرتها)، وعن عائشة قالت: ( افتقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه فتحسست ثم رجعت فإذا هو راكع أو ساجد يقول سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت فقلت بأبي وأمي إنك لفي شأن وإني لفي آخر)، وقالت أيضاً: ( التمست رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدخلت يدي في شعره فقال قد جاءك شيطانك فقلت أما لك شيطان؟ قال: بلى، ولكن الله أعانني عليه فأسلم).

* وكان وفيا لبعض نسائه غاية الوفاء حتى بعد وفاتهن: فعن عائشة قالت: (ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة من كثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لها قالت وتزوجني بعدها بثلاث سنين).

* كما كان عليه الصلاة والسلام يتيح لهن أن ينفذن شيئا من غيرتهن بحيث لا يتجاوزن الحد المشروع، ويضفي على سلوكهن ذلك المرح والابتسامة: فعن أبي سلمة قال: قالت عائشة: ''زارتنا سودة يوما فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبينها إحدى رجليه في حجري والأخرى في حجرها فعملت لها حريرة أو قال خزيرة فقلت كلي فأبت فقلت لتأكلي أو لألطخن وجهك فأبت فأخذت من القصعة شيئا فلطخت به وجهها فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجله من حجرها تستقيد مني فأخذت من القصعة شيئا فلطخت به وجهي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك فإذا عمر يقول: يا عبد الله بن عمر يا عبد الله بن عمر فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''قوما فاغسلا وجوهكما فلا أحسب عمر إلا داخلا''.

* بل إنه عليه الصلاة والسلام بيّن لأمته أن اللهو واللعب مع الزوجة مما يثاب عليه الرجل ، بل لا يعد من اللهو أصلا: ففي حديث عطاء بن أبي رباح قال: رأيت جابر بن عبد الله وجابر بن عمير الأنصاريين يرميان فمل أحدهما فجلس فقال الآخر كسلت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( كل شيء ليس من ذكر الله فهو لغو ولهو إلا أربعة خصال مشي بين الغرضين وتأديبه فرسه وملاعبته أهله وتعليم السباحة ) .

* وكان يراعي فيهن حالهن والسن التي كان عليها بعضهن: فعن عائشة قالت: (كنت ألعب بالبنات فربما دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وصواحباتي عندي فإذا رأين رسول الله صلى الله عليه وسلم فررن فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أنت وكما أنتن).

* وكان إذا بدر منهن شيء يسوؤه لم يكن يقابله إلا بالحكمة واللطف: فعن أنس بن مالك قال كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وكان ذلك يومها فأبطت في المسير فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي وتقول حملتني على بعير بطيء فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح بيديه عينيها ويسكتها فأبت إلا بكاء فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركها فقدمت فأتت عائشة فقالت يومي هذا لك من رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أنت أرضيتيه عني فعمدت عائشة إلى خمارها وكانت صبغته بورس وزعفران فنضحته بشيء من ماء ثم جاءت حتى قعدت عند رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك فقالت ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث فرضي عن صفية وانطلق إلى زينب فقال لها إن صفية قد أعيا بها بعيرها فما عليك أن تعطيها بعيرك قالت زينب أتعمد إلى بعيري فتعطيه اليهودية فهاجرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أشهر فلم يقرب بيتها وعطلت زينب نفسها وعطلت بيتها وعمدت إلى السرير فأسندته إلى مؤخر البيت وأيست أن يأتيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينما هي ذات يوم إذا بوجس رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل البيت فوضع السرير موضعه فقالت زينب يا رسول الله جاريتي فلانة قد طهرت من حيضتها اليوم هي لك فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنها).
.
المصدر: موقع صيد الفوائد.
.



المسيح (وحاشاه عليه السلام) يخاطب أمه بأسلوب لا يليق!


يو-2
3 ولما فرغت الخمر قالت ام يسوع له ليس لهم خمر. 4 قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة.لم تأت ساعتي بعد.

وبالمناسبة، هذا نفس الأسلوب الذي استخدمه عندما خاطب الزانية!

انجيل يوحنا 8
3 وقدم اليه الكتبة والفريسيون امرأة أمسكت في زنا.ولما اقاموها في الوسط..... فلما انتصب يسوع ولم ينظر احدا سوى المرأة قال لها يا امرأة اين هم اولئك المشتكون عليك.أما دانك احد.
.

قال تعالى:
وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا
مريم:32
.

تعليقات

التنقل السريع