القائمة الرئيسية

الصفحات

الرد على "فاطمة و أمهات المؤمنين عاملين حزبين و يتهمون محمد بعدم العدل"

بسم الله الرحمن الرحيم


الرد على "فاطمة و أمهات المؤمنين عاملين حزبين و يتهمون محمد -صلى الله عليه وسلم- بعدم العدل"

الرد على "الرسول الغير عادل بين نسائة"


الرد على زكريا بطرس | فاطمة و أمهات المؤمنين عاملين حزبين و يتهمون محمد -صلى الله عليه وسلم- بعدم العدل



‏حدثنا ‏ ‏إسماعيل ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏أخي ‏ ‏عن ‏ ‏سليمان ‏ ‏عن ‏ ‏هشام بن عروة ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏أن نساء رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كن حزبين فحزب فيه ‏ ‏عائشة ‏ ‏وحفصة ‏ ‏وصفية ‏ ‏وسودة ‏ ‏والحزب الآخر ‏ ‏أم سلمة ‏ ‏وسائر نساء رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عائشة ‏ ‏فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أخرها حتى إذا كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في بيت ‏ ‏عائشة ‏ ‏بعث صاحب الهدية بها إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في بيت ‏ ‏عائشة ‏ ‏فكلم حزب ‏ ‏أم سلمة ‏ ‏فقلن لها كلمي رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يكلم الناس فيقول من أراد أن يهدي إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏هدية فليهده إليه حيث كان من بيوت نسائه فكلمته ‏ ‏أم سلمة ‏ ‏بما قلن فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها فكلميه قالت فكلمته حين دار إليها أيضا فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها كلميه حتى يكلمك فدار إليها فكلمته فقال لها ‏ ‏لا تؤذيني في ‏ ‏عائشة ‏ ‏فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت فقالت أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله ثم إنهن دعون ‏ ‏فاطمة بنت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأرسلت إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏تقول إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏فكلمته فقال يا بنية ألا تحبين ما أحب قالت بلى فرجعت إليهن فأخبرتهن فقلن ارجعي إليه فأبت أن ترجع فأرسلن ‏ ‏زينب بنت جحش ‏ ‏فأتته فأغلظت وقالت إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ابن ‏ ‏أبي قحافة ‏ ‏فرفعت صوتها حتى تناولت ‏ ‏عائشة ‏ ‏وهي قاعدة فسبتها حتى إن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لينظر إلى ‏ ‏عائشة ‏ ‏هل تكلم قال فتكلمت ‏ ‏عائشة ‏ ‏ترد على ‏ ‏زينب ‏ ‏حتى أسكتتها قالت فنظر النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إلى ‏ ‏عائشة ‏ ‏وقال إنها بنت ‏ ‏أبي بكر

صحيح البخاري .. كتاب الهبة و فضلها و التحريض عليها .. باب من أهدى إلى صاحبه و تحرى بعض نسائه دون بعض
.

 

الرسول الغير عادل بين نسائة

‏حدثني ‏ ‏الحسن بن علي الحلواني ‏ ‏وأبو بكر بن النضر ‏ ‏وعبد بن حميد ‏ ‏قال ‏ ‏عبد ‏ ‏حدثني ‏ ‏و قال ‏ ‏الآخران ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يعقوب بن إبراهيم بن سعد ‏ ‏حدثني ‏ ‏أبي ‏ ‏عن ‏ ‏صالح ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏أخبرني ‏ ‏محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ‏ ‏أن ‏ ‏عائشة زوج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قالت ‏أرسل أزواج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فاطمة بنت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فاستأذنت عليه وهو مضطجع معي في ‏ ‏مرطي ‏ ‏فأذن لها فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة ‏ ‏أبي قحافة ‏ ‏وأنا ساكتة قالت فقال لها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أي بنية ألست تحبين ما أحب فقالت بلى قال فأحبي هذه قالت فقامت ‏ ‏فاطمة ‏ ‏حين سمعت ذلك من رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فرجعت إلى أزواج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأخبرتهن بالذي قالت وبالذي قال لها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقلن لها ما ‏ ‏نراك أغنيت عنا من شيء فارجعي إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقولي له إن أزواجك ‏ ‏ينشدنك ‏ ‏العدل في ابنة ‏ ‏أبي قحافة ‏ ‏فقالت ‏ ‏فاطمة ‏ ‏والله لا أكلمه فيها أبدا قالت ‏ ‏عائشة ‏ ‏فأرسل أزواج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏زينب بنت جحش زوج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وهي التي كانت ‏ ‏تساميني ‏ ‏منهن في المنزلة عند رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ولم أر امرأة قط خيرا في الدين من ‏ ‏زينب ‏ ‏وأتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ‏ ‏ابتذالا ‏ ‏لنفسها في العمل الذي تصدق به ‏ ‏وتقرب به إلى الله تعالى ما عدا ‏ ‏سورة ‏ ‏من حدة ‏ ‏كانت فيها تسرع منها ‏ ‏الفيئة ‏ ‏قالت فاستأذنت على رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ورسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏مع ‏ ‏عائشة ‏ ‏في ‏ ‏مرطها ‏ ‏على الحالة التي دخلت ‏ ‏فاطمة ‏ ‏عليها وهو بها فأذن لها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت يا رسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة ‏ ‏أبي قحافة ‏ ‏قالت ثم ‏ ‏وقعت بي ‏ ‏فاستطالت ‏ ‏علي وأنا أرقب رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها قالت فلم ‏ ‏تبرح ‏ ‏زينب ‏ ‏حتى عرفت أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لا يكره أن أنتصر قالت فلما ‏ ‏وقعت بها ‏ ‏لم ‏ ‏أنشبها ‏ ‏حتى ‏ ‏أنحيت ‏ ‏عليها قالت فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وتبسم إنها ابنة ‏ ‏أبي بكر ‏
‏و حدثنيه ‏ ‏محمد بن عبد الله بن قهزاذ ‏ ‏قال ‏ ‏عبد الله بن عثمان ‏ ‏حدثنيه عن ‏ ‏عبد الله بن المبارك ‏ ‏عن ‏ ‏يونس ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏بهذا الإسناد ‏ ‏مثله في المعنى غير أنه قال فلما ‏ ‏وقعت بها ‏ ‏لم ‏ ‏أنشبها ‏ ‏أن ‏ ‏أثخنتها ‏ ‏غلبة

صحيح مسلم .. كتاب فضائل الصحابة .. باب في فضل عائشة رضي الله تعالى عنهما
.



جاء في «فتح الباري لابن حجر» (5/ 207):

«قَوْلُهُ إِنَّ نِسَاءَكَ يَنْشُدْنَكَ الْعَدْلَ فِي بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَيْ يَطْلُبْنَ مِنْكَ الْعَدْلَ وَفِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ يُنَاشِدْنَكَ اللَّهَ الْعَدْلَ أَيْ يَسْأَلْنَكَ بِاللَّهِ الْعَدْلَ وَالْمُرَادُ بِهِ التَّسْوِيَةُ بَيْنَهُنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِنَ الْمَحَبَّةِ وَغَيْرِهَا.... قَوْلُهُ فَأَغْلَظَتْ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ ثُمَّ وَقَعَتْ بِي فَاسْتَطَالَتْ وَفِي مُرْسَلِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ فَوَقَعَتْ بِعَائِشَةَ وَنَالَتْ مِنْهَا قَوْلُهُ فَسَبَّتْهَا حَتَّى إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَنْظُرُ إِلَى عَائِشَةَ هَلْ تَكَلَّمُ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ وَأَنَا أَرْقُبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَرْقُبُ طَرَفَهُ هَلْ يَأْذَنُ لِي فِيهَا قَالَتْ فَلَمْ تَبْرَحْ زَيْنَبُ حَتَّى عَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَكْرَهُ أَنْ أَنْتَصِرَ وَفِي هَذَا جَوَازُ الْعَمَلِ بِمَا يُفْهَمُ مِنَ الْقَرَائِنِ لَكِن روى النَّسَائِيّ وبن مَاجَهْ مُخْتَصَرًا مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَهِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَتْ عَلَيَّ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَسَبَّتْنِي فَرَدَعَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَبَتْ فَقَالَ سُبِّيهَا فَسَبَبْتُهَا حَتَّى جَفَّ رِيقُهَا فِي فَمِهَا وَقَدْ ذَكَرْتُهُ فِي بَابِ انْتِصَارِ الظَّالِمِ مِنْ كِتَابِ الْمَظَالِمِ فَيُمْكِنُ أَنْ يُحْمَلَ عَلَى التَّعَدُّدِ قَوْلُهُ فَتَكَلَّمَتْ عَائِشَةُ تَرُدُّ عَلَى زَيْنَبَ حَتَّى أَسْكَتَتْهَا فِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ فَلَمَّا وَقَعْتُ بِهَا لَمْ أَنْشَبْهَا أَنْ أَثْخَنْتُهَا غَلَبَةً وَلِابْنِ سَعْدٍ فَلَمْ أَنْشَبْهَا أَنْ أَفْحَمْتُهَا قَوْلُهُ فَقَالَ إِنَّهَا بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ أَيْ إِنَّهَا شَرِيفَةٌ عَاقِلَةٌ عَارِفَةٌ كَأَبِيهَا وَكَذَا فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ وَفِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ الْمَذْكُورَةِ فَرَأَيْتُ وَجْهَهُ يَتَهَلَّلُ وَكَأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَارَ إِلَى أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ عَالِمًا بِمَنَاقِبِ مُضَرَ وَمَثَالِبِهَا فَلَا يُسْتَغْرَبُ مِنْ بِنْتِهِ تَلَقِّي ذَلِكَ عَنْهُ وَمَنْ يُشَابَهُ أَبَة فَمَا ظَلَمَ وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ مَنْقَبَةٌ ظَاهِرَةٌ لِعَائِشَةَ وَأَنَّهُ لَا حَرَجَ عَلَى الْمَرْءِ فِي إِيثَارِ بَعْضِ نِسَائِهِ بِالتُّحَفِ وَإِنَّمَا اللَّازِمُ الْعَدْلُ فِي الْمَبِيتِ وَالنَّفَقَةِ وَنَحْوِ ذَلِك من الْأُمُور اللَّازِمَة».
.



وجاء في «صحيح البخاري» (2/ 912 ت البغا-الهامش):

«(حزبين) تثنية حزب وهو الطائفة والجماعة. (ينشدنك الله العدل) يسألنك بالله العدل، بأن تسوي بينهن في كل شيء من المحبة وغيرها، وهذا مما لا يملكه أحد ولا يكلف به، وإنما يؤمر بالعدل في الأفعال والأمور المادية. (تناولت عائشة) تعرضت لها بالقول. (فسبتها) نالتها بالكلام ضمن الحدود الشرعية. (إنها بنت أبي بكر) إنها شريفة عاقلة عارفة كأبيها».

.


صورة المصدر

الرد على زكريا بطرس | فاطمة و أمهات المؤمنين عاملين حزبين و يتهمون محمد -صلى الله عليه وسلم- بعدم العدل
الرد على زكريا بطرس | فاطمة و أمهات المؤمنين عاملين حزبين و يتهمون محمد -صلى الله عليه وسلم- بعدم العدل



وجاء في «الإصابة في الذب عن الصحابة - رضي الله عنهم -» (ص275-2):

«والمقصود من قولهن رضي الله عنهن: ينشدنك العدل: أي يسألنك العدل، والمراد به: التسوية بينهن في كل شيء من المحبة وغيرها (1)
قال العلماء: يستفاد من الحديث، أنه لا حرج على المرء في إيثار بعض نسائه بالتحف، وإنما اللازم العدل في المبيت والنفقة، ونحو ذلك من الأمور اللازمة، كذا قرره ابن بطال عن المهلب، وتعقبه ابن المنير، بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك وإنما فعله الذين أهدوا له، وهم باختيارهم في ذلك، وإنما لم يمنعهم النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه ليس من كمال الأخلاق التعرض لمثل هذا، على أن حال النبي صلى الله عليه وسلم يشعر بأنه كان يشركهن في ذلك، ولم تقع المنافسة إلا لكون العطية تصل إليهن من بيت عائشة (2)
وفي رواية الإمام مسلم: قال النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة: فأحبي هذه، فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم (3)
وقول النبي صلى الله عليه وسلم في عائشة (إنّها ابنة أبي بكر) فيه الإشارة إلى كمال فهمها، وحسن نظرها. وقيل: أي إنّها شريفة عاقلة عارفة كأبيها. وقيل: هي أجود فهماً وأدق نظراً منها.
‌‌_________
(1) قال الإمام النووي: وأما محبة القلب فكان يحب عائشة أكثر منهن، وأجمع المسلمون على أن محبتهن لا تكلف فيها، ولا يلزمه التسوية فيها، لأنه لا قدرة لأحد عليها إلا الله وإنما يؤمر بالعدل في الأفعال. النووي: شرح مسلم: 15/ 216
(2) ابن حجر: فتح الباري: 5/ 246، العيني: عمدة القاري: 9/ 396
(3) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب فضائل الصحابة باب فضل عائشة (2442)، انظر: اللالكائي: شرح أصول اعتقاد أهل السنة: 8/ 1512.
.

وفي الحديث (فسبتها) تقول عائشة: وأنا أرقب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرقب طرفه هل يأذن لي فيها، قالت: فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكره أن انتصر (1).
قال الإمام النووي: اعلم أنه ليس فيه دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لعائشة ولا أشار بعينه، ولا غيرها، ولا يحل اعتقاد ذلك، فإنه صلى الله عليه وسلم تحرم عليه خائنة الأعين، وإنما فيه أنّها انتصرت لنفسها (2).
قال الحافظ ابن حجر: لكن روى النسائي وابن ماجه مختصراً من طريق عبد الله البهي عن عروة عن عائشة قالت: دخلت علي زينب بنت جحش فسبتني، فردعها النبي صلى الله عليه وسلم فأبت، فقال: سبيها فسببتها حتى جف ريقها في فمها. قال: فيمكن أن يحمل على التعدد. وقال العلامة العيني: يحتمل أن تكون هذه قضية أخرى (3).
وروى الإمام أحمد في مسنده: قالت عائشة: ما علمت حتى دخلت عليّ زينب بغير إذن وهي غضبى، ثم قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أحسبك إذا أقلبت لك بنية أبي بكر ذريعتيها، ثم أقبلت إليّ فأعرضت عنها، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: دونك فانتصري فأقبلت عليها حتى رأيتها قد يبس ريقها في فمها
‌‌_________
(1) أخرجه مسلم في صحيحه: كتاب فضائل الصحابة باب فضل عائشة (2442).
(2) النووي: شرح مسلم: 15/ 218، ابن حجر: فتح الباري: 5/ 246
(3) ابن حجر: فتح الباري: 5/ 246، العيني: عمدة القاري: 9/ 395.
.

ما ترد علىّ شيئاً، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتهلل وجهه (1).
ومعنى قولها: أحسبك إذا أقلبت لك ذريعتيها، أي ساعديها، والمعنى: أنك تسمع لقولها، وتعمل بإشارتها.
قال العلماء: وإنما أذن لها النبي صلى الله عليه وسلم بالانتصار من زينب لكونه رآها زادت في الاعتداء، وعائشة ساكنة لا ترد عليها (2).
وقال الإمام الخطابي: في حديث أبي داود (فنهاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبت فقال لعائشة: سبيها فسبتها فغلبتها: فيه من العلم إباحة الانتصار، بالقول ممن سبك من غير عدوان في الجواب (3).
ومع كل مجريات القصة فإن عائشة أنصفت أم المؤمنين زينب رضي الله عنهن، فقالت مظهرة مزيتها وفضلها: ولم أر امرأة خيرا منها، وأكثر صدقة، وأوصل للرحم، وأبذل لنفسها في كل شيء يتقرب به إلى الله عز وجل من زينب، ما عدا سورة من غرب حد كان فيها توشك منها الفيئة.
والغرب: الحدة، والمعنى: أن جميع خصالها محمودة ما عدا سورة من غرب، والسورة: الثوران وعجلة الغضب، وأما الحدة: فهي شدة الخلق وثورانه، والمعنى: أنّها كانت كاملة الأوصاف إلا أن فيها شدة خلق وسرعة غضب تسرع منها الفيئة، أي الرجوع، أي: إذا وقع منها ذلك رجعت منه
‌‌_________
(1) أخرجه أحمد في المسند، انظر: البنا: الفتح الرباني: 22/ 114
(2) البنا: الفتح الرباني: 22/ 114
(3) الخطابي: معالم السنن: 4/ 113.
.


سريعاً ولا تصرُّ عليه (1)
‌‌_________
(1) البنا: الفتح الرباني: 22/ 114.
.
.


وجاء في «الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري» (11/ 120،119):

«(ينشدنك) أي يطلبن منك العدل وفي بعضها ينشدنك الله العدل أي يسألنك بالله العدل ومعناه التسوية بينهن في محبة القلب لأنه كان يسوي بينهن في الأفعال المقدورة وأجمعوا على أن محبتهن لا تكليف فيها ولا يلزمه التسوية فيها لأنها لا قدرة عليها وإنما يؤمر بالعدل في الأفعال. واختلفوا في أنه هل كان يلزمه القسم بين الزوجات أم لا قوله (بنت أبي قحافة) بضم القاف وخفة المهملة وبالفاء كنية والد أبي بكر رضي الله عنه و (تناولت) أي تعرضت. وفي الحديث أنه ليس على الرجل حرج في إيثار بعض نسائه بالتحف من المأكل وإنما يلزمه العدل في المبيت وإقامة النفقة والكسوة، وفيه تحرى الناس بالهدايا أوقات المسرة وأن السكوت جائز عند مناظرة النساء وفيما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آخراً «إنها بنت أبي بكر الصديق» إشارة إلى التفضيل بالفهم والشرف وأنها فصيحة عاقلة وكيف لا وأنها بنت الشريف الفصيح العاقل والولد سر أبيه».
.


وجاء في «الكوثر الجاري إلى رياض أحاديث البخاري» (5/ 216):

«تناولت عائشة) التناول الأخذُ باليد مجاز عن السب، ولذلك فَسَّره بقوله: فسبتها (فتكلمت عائشة) حين عرفت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرضى منها ذلك، فلما تكلمت وغلبت زينب (قال: إنها بنت أبي بكر) رفع شأنها في النسب كما رفع شأنها في الحَسَب ‌مع ‌أم ‌سلمة بأنه لم يُوحَى إليه في ثوب امرأة غيرها».

.

صورة المصدر

الرد على زكريا بطرس | فاطمة و أمهات المؤمنين عاملين حزبين و يتهمون محمد -صلى الله عليه وسلم- بعدم العدل
الرد على زكريا بطرس | فاطمة و أمهات المؤمنين عاملين حزبين و يتهمون محمد -صلى الله عليه وسلم- بعدم العدل


.


يسوع يقول بأن من يغضب على أخيه ويقول له يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم


انجيل متى 5-22
واما انا فاقول لكم ان كل من يغضب على اخيه باطلا يكون مستوجب الحكم.ومن قال لاخيه رقا يكون مستوجب المجمع.ومن قال يا احمق يكون مستوجب نار جهنم.

ثم يتحفنا يسوع بنفسه ويقول:

انجيل لوقا 11-40
يا اغبياء أليس الذي صنع الخارج صنع الداخل ايضا... ترجمة الفاندايك
أيها الحمقى! أوليس الذي صنع الخارج صنع الداخل أيضا؟... الترجمة البولسية
.


إصحاح كامل تقريباً يسوع يسب ويلعن!


انجيل متى 23
13 «لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ، فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ.
14 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ، ولِعِلَّةٍ تُطِيلُونَ صَلَوَاتِكُمْ. لِذلِكَ تَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ.
15 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ الْبَحْرَ وَالْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلًا وَاحِدًا، وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ابْنًا لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفًا.
16 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الْقَائِلُونَ: مَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلكِنْ مَنْ حَلَفَ بِذَهَب الْهَيْكَلِ يَلْتَزِمُ.
17 أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟
18 وَمَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ، وَلكِنْ مَنْ حَلَفَ بِالْقُرْبَانِ الَّذِي عَلَيْهِ يَلْتَزِمُ.
19 أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ! أَيُّمَا أَعْظَمُ: أَلْقُرْبَانُ أَمِ الْمَذْبَحُ الَّذِي يُقَدِّسُ الْقُرْبَانَ؟
20 فَإِنَّ مَنْ حَلَفَ بِالْمَذْبَحِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِكُلِّ مَا عَلَيْهِ!
21 وَمَنْ حَلَفَ بِالْهَيْكَلِ فَقَدْ حَلَفَ بِهِ وَبِالسَّاكِنِ فِيهِ،
22 وَمَنْ حَلَفَ بِالسَّمَاءِ فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ اللهِ وَبِالْجَالِسِ عَلَيْهِ.
23 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ.
24 أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ! الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ.
25 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ، وَهُمَا مِنْ دَاخِل مَمْلُوآنِ اخْتِطَافًا وَدَعَارَةً.
26 أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى! نَقِّ أَوَّلًا دَاخِلَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ لِكَيْ يَكُونَ خَارِجُهُمَا أَيْضًا نَقِيًّا.
27 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ.
28 هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِل مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا.
29 وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تَبْنُونَ قُبُورَ الأَنْبِيَاءِ وَتُزَيِّنُونَ مَدَافِنَ الصِّدِّيقِينَ،
30 وَتَقُولُونَ: لَوْ كُنَّا فِي أَيَّامِ آبَائِنَا لَمَا شَارَكْنَاهُمْ فِي دَمِ الأَنْبِيَاءِ.
31 فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ.
32 فَامْلأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ.
33 أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟
.

تعليقات

التنقل السريع