القائمة الرئيسية

الصفحات

الرد على الحلقة التاسعة بعنوان "الكسل وقلة الشغل"

بسم الله الرحمن الرحيم

الرد على برنامج "صوماً مقبولاً" للمدعو أندرو حبيب


الرد على الحلقة التاسعة بعنوان "الكسل وقلة الشغل"


يستهزيء اندرو كعادته ويقول أن شهر رمضان يدعوا للكسل وعدم العمل، وأن (الموظف) المسلم يقوم بتعطيل مصالح الناس بحجة انه صائم!، ففي كل مصلحة حكومية وفي كل مكان تروحه تلاقي الناس زهقانة!، وكل معدلات الإنتاج في الدول العربية والاسلامية بيقل في رمضان!!


ونكرر نفس السؤال: هل الإسلام يقبل بمثل هذه الأفعال؟ أم أن هذه الأمور من العادات الخاطئة التي لا يقبلها الإسلام وأن الإسلام يشجع على العمل والإنتاج؟

.


نقاط الرد بعون الله:


أولاً: مخالفة هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- هو السبب في الكسل وقلة الإنتاج وليس الصوم.

ثانياً: الصيام يدعو إلى العمل والمثابرة والجهاد، والأدلة التاريخة خير دليل على ذلك.

ثالثاً: وجود شريعة الصوم في الأمم السابقة، وعدم اقتصارها على الإسلام فقط.

رابعاً: التشجيع على الربا وزيادة البطالة في الكتاب المقدس!
.



أولاً: مخالفة هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- هو السبب في الكسل وقلة الإنتاج وليس الصوم.


عند الكلام عن السلف الصالح نجدهم قد فهموا حقيقة الصوم وأسراره، فكان نهارهم عمل واجتهاد، وليلهم تهجد وقراءة قرآن وقيام ليل. أما المتكاسل الذي ينام بالنهار، ويسهر الليل يشاهد التلفاز ولا يأخذ قسطاً كافياً من الراحة والنوم، بل ويُكثر من تناول الطعام، وكل هذا يخالف هدي النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم، فقد كان يُفطر على بضع تمرات ثم يتوضأ ويصلي المغرب، وهو الذي دعى أيضاً لتأخير السحور، مما يساعد على زيادة النشاط بالنهار... فالإسلام دين جهاد وليس دين تكاسل أو تهاون.

فمن يفعل كل هذه الأمور التي لا يقرها الشرع نجده متكاسل لا يقدر على الإنتاج الكافي، ويتحجج بأنه صائم!

ومن المنطقي، أن الصيام لو كان يؤثر حقاً على انتاج الفرد فيكون ذلك آخر النهار وليس أوله.. أليس كذلك؟
.


ثانياً: الصيام يدعو إلى العمل والمثابرة والجهاد، والأدلة التاريخة خير دليل على ذلك.


لو تصفحنا الوقائع الفاصلة الرائعة، والأحداث التاريخية التي وقعت للمسلمين في شهر رمضان التي قام بها السلف الصالح وأيضاً مروراً بالسنوات العديدة عير التاريخ، لوجدنا أن شعار المسلم هو الجهاد والقوة والإنتصار، وليس الكسل والفتور والضعف!

ومن أمثلة الأحداث التاريخية: معركة بدر الكبرى وفتح مكة وبعض أحداث غزوة تبوك، وموقعة عين جالوت، وفتح الاندلس على يد طارق بن زياد، وأيضاً حارب الجنود المصريون عام 1973م وهم صائمون!
.


ثالثاً: وجود شريعة الصوم في الأمم السابقة، وعدم اقتصارها على الإسلام فقط.


لقد بينا سابقاً أن الصوم كان موجوداً في الأمم السابقة، وقد أثبتنا أن الصوم يعتبر في المسيحية (فرض وواجب)، وليس كما يدعون أنه اختياري.

بل لا يزال توجد ديانات تفرض شريعة الصوم على اتباعها إلى اليوم.
.

جاء في «موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام» (10/ 16-19):

«الجهاد الذي وقع في رمضان خير دليل على أن الصوم لا يضعف القوة ولا يقلل الإنتاج.
إن المسلم يمتنع عن الطعام والشراب وعن كل الشهوات من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، وهذا يعني أن المسلم يقضي يومه كله وهو وقت العمل المعتاد وهو صائم على هذا النحو، ولعل هذا هو السبب الذي من أجله يتوهم البعض أن الصوم يقلل حركة الإنتاج لدى الفرد والمجتمع.
والصوم في الحقيقة بريء من التهمة، فالصوم يعمل على تصفية النفوس والتسامي بالأرواح، وهذا يمد الإنسان بالطاقة التي تجعله قادرًا على الإنتاج والعمل أكثر مما لو لم يكن صائمًا، -وأكبر دليل على ذلك- الغزوات التي حدثت في شهر رمضان المبارك، فقد وقعت أحداثٌ تاريخيةٌ فاصلةٌ كبرى في شهر رمضان تدل على أن الإسلام يقدر الأمور حق قدرها، وأن شعار الصوم هو الجهاد والقوة والعمل لا الضعف والهروب والفتور والكسل، فالمسلم يتفاعل مع الحياة، ولا يصح لمسلم أن يقول إن الصوم يعطل الأعمال ويؤخر المجتمعات، فسبيل الإسلام معروف وهو الجهاد ودين اللَّه وشرعه يسرٌ لا عسرٌ، ودليل ذلك الكلام هذه الأحداث الكبرى التي وقعت في رمضان، ونكتفي بذكر أشهرها:
1 - معركة بدر الكبرى: في السابع عشر من شهر رمضان (2 هـ) وهي يوم الفرقان، فرق اللَّه فيه بين الحق والباطل، وانتصر فيه الإسلام واندحر الشرك والوثنية، قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)} (آل عمران: 123)، وفيها قُتل فرعون الأمة أبو جهل أكبر أعداء الإسلام.
2 - فتح مكة: وهو الفتح الأكبر {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} (الفتح: 1)، حدث في 10 رمضان (8 هـ)، وقد تم فيه القضاء على فلول الوثنية، وتم فيه تحطيم الأصنام حول الكعبة.
3 - وقعت بعض أحداث غزوة تبوك: في رمضان سنة 9 هـ.
4 - انتشر الإسلام في اليمن في السنة العاشرة في رمضان.
5 - هدم خالد بن الوليد -رضي اللَّه عنه- لخمس بقين من رمضان في السنة الثامنة- البيت الذي كانت تُعبد فيه العزى في نخلة وقال للرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: تلك العزى ولا تُعبد أبدًا (1).
6 - قدم في السنة التاسعة من رمضان وفد ثقيف من الطائف إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يريدون الإسلام، وهُدم فيها صنم اللات الذي كانت تعبده ثقيف.
7 - في صبيحة يوم الجمعة في 25 رمضان 479 هـ حدثت موقعة الزلاقة (سهل يقع على مقربة من البرتغال الحالية)، وانتصر فيها جيش المرابطين المسلمين في الأندلس بقيادة يوسف بن تاشفين على جيش الفرنجة البالغ ثمانين ألف مقاتل بقيادة الفرنس.
8 - موقعة عين جالوت (قرية بين بيسان ونابلس) حدثت في صبيحة يوم الجمعة في الخامس عشر من رمضان 658 هـ الموافق 3 أيلول (سبتمبر) 1260 م، بقيادة السلطان قطز سلطان المماليك في مصر.
9 - فتح الأندلس: في 28 رمضان 92 هـ/ 19 يوليو (تموذ) 711 م بقيادة طارق بن زياد بعد أن هزم ذريق قائد القوط في موقعة البحيرة، بعد أن استولى على مضيق جبل طارق. (1)
10 - وحارب الجنود المصريون عام 1973 م وهم صائمون، حيث كان ذلك في شهر رمضان، وانتصروا، ولم يقلل الصوم من نشاطهم.
كل ذلك يثبت أن الصوم لا يقلل حركة الإنساج، بل يزيد في الإنتاج والنشاط والعمل، أما ما نراه في بعض الدول الإسلامية من قلة الإنتاج في شهر الصوم يرجع إلى أسباب أخرى غير الصوم من أعظمها:
1 - ضعف جانب التقوى: قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (الأعراف: 96).
2 - من عادة الكثيرين أن يظلوا مستيقظين في شهر الصوم معظم الليل ولا ينامون، فنجدهم متعبين أثناء النهار، ومن هنا يقل إنتاجهم ويعتذرون بأنهم صائمون، حجتهم داحضة عند ربهم، ومن هنا نعلم أن دعوى أن الصيام يقلل حركة الإنتاج دعوى غير صحيحة.
وكذلك من الأدلة والبراهين على بطلان هذه الدعوى أيضًا ما كان يقوم به العلماء والمصنفون في تأليفهم للكتب، وتصانيفهم المشهورة وبذل المجهود والطاقة في ذلك، فقد ذكر صاحب الظنون أمثلة عديدة على ذلك، قال: الملخص في الهيئة البسيطة قال وشرحه كمال الدين التركماني محمد بن أحمد الحنفي المتوفى سنة 750 هـ فرغ من تأليفه بمدينة كلستان في رمضان سنة 755 هـ. (1)
وذكر أيضًا: ثم إن الشيخ ولي الدين أبا عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه الخطيب كمل المصابيح وسماه (مشكاة المصابيح) فصار كتابًا كاملًا فرغ من جمعه آخر يوم الجمعة من رمضان سنة 737 هـ (2). والمستصفى في الأمثال للعلامة جار اللَّه أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري فرغ من تأليفه في شهر رمضان 499 هـ. (3)
وصنف الشيخ الإمام أبو عبد اللَّه حسين بن علي الصميري كتابًا في مناقبه فرغ منه في رمضان 404 هـ (4).
فهذا كله خير دليل على أن الصوم لا يقلل حركة الإنتاج كما يدعي الخصوم».
.
انتهى
.

الرد على الحلقة التاسعة بعنوان "الكسل وقلة الشغل"

الرد على الحلقة التاسعة بعنوان "الكسل وقلة الشغل"

الرد على الحلقة التاسعة بعنوان "الكسل وقلة الشغل"

الرد على الحلقة التاسعة بعنوان "الكسل وقلة الشغل"

الرد على الحلقة التاسعة بعنوان "الكسل وقلة الشغل"
.



رابعاً: التشجيع على الربا وزيادة البطالة في الكتاب المقدس!


سفر التثنية الإصحاح 23
19 لا تقرض اخاك بربا ربا فضة او ربا طعام او ربا شيء ما مما يقرض بربا. 20 للاجنبي تقرض بربا ولكن لاخيك لا تقرض بربا لكي يباركك الرب الهك في كل ما تمتد اليه يدك في الارض التي انت داخل اليها لتمتلكها.

سفر التثنية 15
2 وهذا هو حكم الابراء.يبرئ كل صاحب دين يده مما اقرض صاحبه.لا يطالب صاحبه ولا اخاه لانه قد نودي بابراء للرب. 3 الاجنبي تطالب واما ما كان لك عند اخيك فتبرئه يدك منه.
.


ومن المعلوم أن الربا يسبب انتشار البطالة، وتعطيل طاقات الأفراد، ويؤدي إلى الكساد وغلاء الأسعار ويغير وظيفة النقود.. بل ويجعل المرابي مسرفاً، فهو يضمن عودة الأرباح له، ولا يشغل باله أصلاً عن كيفية مجيء المال وفي أي شيء تم استثماره!
.

قال تعالى
وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا
البقرة:275
.

تعليقات

التنقل السريع